كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

اللعين بشتى أنواع البغي والعدوان، فمن ضرب مبرح إلى إلقاء في غياهب السجون إلى رمي بالتكفير والتبديع إلى أقذاع في الشتم والهجاء، بظاهر الإفك والافتراء.
فلقد رأينا من فريق منهم ... أمرا تهد له قوى الايمان
من سبهم أهل الحديث ودينهم ... أخذ الحديث وترك قول فلان
يا أمة غضب الاله عليهم ... الأجل هذا تشتموا بهوان
تبا لكم إذ تشتمون زوامل ... الإسلام حزب اللّه والقرآن
وسببتموهم ثم لستم كفأهم ... فرأوا مسبتكم من النقصان
هذا وهم قبلوا وصية ربهم ... في تركهم لمسبة الأوثان
حذر المقابلة القبيحة منهم ... بمسبة القرآن والرحمن
وكذاك أصحاب الحديث فإنهم ... ضربت لهم ولكم بذا مثلان
سبوكم جهالهم فسببتم ... سنن الرسول وعسكر الإيمان
وصددتم سفهاءكم عنهم وعن ... قول الرسول وذا من الطغيان
الشرح:
لقد حمل التعصب والتقليد للمذاهب الباطلة فريقا من هؤلاء الجاهلين أن يرتكبوا أمرا عظيما يتصدع منه بناء الإسلام وتتضعضع له قوى الإيمان وهو شتمهم أهل الحديث ورميهم إياهم بالبلادة والغفلة وقلة الفقه وما نقموا منهم إلا أنهم جعلوا دينهم ومذهبهم التمسك بالحديث والعض عليه بالنواجذ وترك ما يخالفه من أقوال الناس، فهل يصلح هذا أن يكون سببا لشتمهم وإهانتهم بألسنة هؤلاء المارقين الملعونين، فويل لهم إذ يشتمون حملة العلم والدين ويسبون جند اللّه والقرآن وكان بوسع أهل السنة والحديث أن يردوا عليهم ويقابلوهم بمثل سفاهتهم لو لا أن هؤلاء الأوغاد ليسوا كفؤا لهم فرأوا مسبتهم مما ينقص من قدرهم. وكذلك امتثلوا فيهم قول اللّه تبارك وتعالى:
وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ

الصفحة 378