كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
المعرفة فانهم في الوقت الذي يعزلون فيه النصوص الشرعية يقيمون شرائع المغول والتتار فويل لهم حيث حكموا نتائج عقولهم وقدموا حكمها على القرآن، وجعلوها قاضية عليه، ورذالهم أي أخساؤهم يولون اشارات ابن سينا ويتخذونها آيات مقدسة، حين قدموا منطق اليونان وجعلوا له الولاية والسلطان، في الوقت الذي جعلوا فيه نصوص الكتاب مزقا وطعنوا فيها باحتمال الاجمال والاضمار، والتخصيص والتأويل، والاشتراك والمجاز والحذف، الى غير ذلك مما زعموه بلا بينة ولا برهان، ثم عزلوها عن الحكم فيما شجر من خلاف بين أرباب المذاهب ولم يردوا إليها ما تنازعوا فيه، اعتقادا منهم أنها لا تصلح لأن تكون حكما في موارد الخلاف. ولم يقبلوا كذلك قولها في صفات الرحمن جل شأنه. لأنها تثبت له من الصفات ما تقتضي عقولهم نفيه، فهم يرجعون في ذلك الى حكم العقل وحده اثباتا ونفيا ويرفضون أحكام القرآن حتى تركوه وسط المعركة صريعا ممزق اللحمان يبكى عليه أهله وجنوده بدمائهم ومدمع الاجفان.
عهدوه قدما ليس يحكم غيره ... وسواه معزول عن السلطان
ان غاب نابت عنه أقوال الرسو ... ل هما لهم دون الورى حكمان
فأتاهم ما لم يكن في ظنهم ... في حكم جنكسخان ذي الطغيان
بجنود تعطيل وكفران من المفع ... ول ثم اللاص والعلان
فعلوا بملته وسنته كما ... فعلوا بأمته من العدوان
واللّه ما انقادوا لجنكسخان حتى أع ... رضوا عن محكم القرآن
واللّه ما ولوه الا بعد عز ... ل الوحي عن علم وعن ايقان
عزلوه عن سلطانه وهو اليق ... ين المستفاد لنا من السلطان
هذا ولم يكف الذي فعلوه حتى ... تمموا الكفران بالبهتان
جعلوا القرآن عضين اذ عض ... هوه أنواعا معددة من النقصان
الشرح:
يعني أن أهل القرآن وجنوده كان عهدهم به في الزمان الأول أنه