كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
فصل في تنزيه أهل الحديث والشريعة عن الألقاب القبيحة الشنيعة
فرموهم بغيا بما الرامي به ... أولى ليدفع عنه فعل الجاني
يرمي البري ء بما جناه مباهتا ... ولذاك عند الغر يشتبهان
سموهم حشوية ونوابتا ... ومجسمين وعابدي أوثان
وكذاك أعداء الرسول وصحبه ... وهم الروافض أخبث الحيوان
نصبوا العداوة للصحابة ثم سم ... وا بالنواصب شيعة الرحمن
وكذا المعطل شبه الرحمن بالم ... عدوم فاجتمعت له الوصفان
وكذاك شبه قوله بكلامنا ... حتى نفاه وذان تشبيهان
وكذاك شبه وصفه بصفاتنا ... حتى نفاه عنه بالبهتان
وأتى إلى وصف الرسول لربه ... سمّاه تشبيها فيا إخواني
باللّه من أولى بهذا الاسم من ... هذا الخبيث المخبث الشيطاني
إن كان تشبيها ثبوت صفاته ... سبحانه فبأكمل ذي شأن
لكن نفي صفاته تشبيهه ... بالجامدات وكل ذي نقصان
بل بالذي هو غير شي ء وه ... ومعدوم وان يفرض ففي الأذهان
فمن المشبه بالحقيقة أنتم ... أم مثبت الأوصاف للرحمن
الشرح:
ثم إن هؤلاء المعطلة الجاحدين لصفات رب العالمين يرمون أهل الإثبات من المحدثين بغيا بما هم أحق به وأجدر من ألقاب السوء ليدفعوا الذم عن أنفسهم فعل الجناة المجرمين فيرمونهم، وهم برآء بما جنوه هم مكابرين مباهتين، ولذلك يشتبه الأمر على الإغرار الجاهلين فيظنونهم فيما بهتوا به أهل الحق صادقين. وهم عند اللّه والمؤمنين من أكذب الكاذبين فسموهم حشوية يعنون أنهم من حشو الناس أو خلاطهم، فليس عندهم علم ولا تحقيق، وسموهم نوابتا يقصدون أنهم نبتوا في الإسلام بعد اختلاط الأعاجم وفساد اللسان العربي وسموهم مجسمين وعابدي أوثان، لأنهم يقولون أن ربهم في السماء وفوق العرش