كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

هؤلاء الشاتمين، فإنهم هم أحق بكل مذمة وتنقيص، فالمعطل يلعن اسم المشبه، فلا يلحق لعنه إلا كل من صدق عليه هذا الاسم وهو غير صادق على أحد من أهل الحق، بل الذي يصدق عليه أنه موحد، فهو في حمى اللّه من كل ما يتلاعن به المبطلون.
هذي حسان عرائس زفت لكم ... ولدى المعطل هن غير حسان
والعلم يدخل قلب كل موفق ... من غير أبواب ولا استئذان
ويرده المحروم من خذلانه ... لا تشقنا اللهم بالحرمان
يا فرقة نفت الإله وقوله ... وعلوه بالجحد والكفران
موتوا بغيظكم فربي عالم ... بسرائر منكم وخبث جنان
فاللّه ناصر دينه وكتابه ... ورسوله بالعلم والسلطان
والحق ركن لا يقوم لهذه ... أحد ولو جمعت له الثقلان
توبوا إلى الرحمن من تعطيلكم ... فالرب يقبل توبة الندمان
من تاب منكم فالجنان مصيره ... أو مات جهميا ففي النيران
الشرح:
يخاطب المؤلف إخوانه من أهل الحق بأن تلك اللطائف التي أبداها لهم هي في جمالها وروعتها كحسان العرائس المجلوة، حثا لهم على تأملها والنظر فيها، ولكنها عند المعطل ليست بذاك لبلادة عقله وغبائه، فهو لا يدرك ما فيها من معنى رائق لطيف، لأنه لا حظّ له في إدراك جواهر العلم وفرائده، إذ العلم لا يناله إلا كل موفق مسدد، وأما المخذول المطرود فإن قلبه عن ذلك في صدود، نعوذ باللّه من الخذلان والحرمان.
ثم ينادي هذه الفرقة الضالة من أهل الجحد والتعطيل التي نفت الإله وكلامه وعلوه على خلقه بأن يموتوا غيظا وحسرة، فإن اللّه عالم بخبث طواياهم ودخن قلوبهم، وهو لا بد ناصر دينه وكتابه ورسوله بالعلم الصحيح والحجة الظاهرة، فإنها الحق الذي من أوى إليه فقد أوى إلى ركن شديد لا يقدر أحد على النيل

الصفحة 404