كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

بسببها، بل ليس هناك الا مجرد مشيئة ترجح احد المتساويين على الآخر بلا مرجح دون أن يكون في أحدهما ما يقتضي رجحانه وتعلق المشيئة به.
و منهم من يثبت الحكمة، لكن لا يجعلها صفة قائمة بذاته سبحانه، بل يجعلها قائمة بالمفعول، وتجيب أيضا هذه الفئة الباغية ربما بأننا انما حكمنا عليها بما اقتضته عقولنا، وبما أخذناه من شيوخنا الذين كنا نظن فيهم التحقيق والعرفان، والذين كانوا يحذروننا من الأخذ بظواهر الوحيين من الكتاب والسنة ويرون ذلك خروجا من ربقة الايمان، ويزعمون لنا أن العقائد لا يرجع فيها الا الى حكم العقل فيقولون لنا فكروا بعقولكم والا فقلدوا في عقيدتكم من سبقكم من العقلاء، فلأجل هذا الذي قالوه لنا لم نحكم في عقيدتنا لفظ آثار ولا أخبار ولا قرآن، وانما جرينا معهم فيما أسسوه لنا من أفك ومن بهتان.
فصل
والآخرين أتوا بما قد قاله ... من غير تحريف ولا كتمان
قالوا تلقينا عقيدتنا ع ... ن الوحيين بالأخبار والقرآن
فالحكم ما حكما به لا رأى أه ... ل الاختلاف وظن ذي الحسبان
آراؤهم احداث هذا الدين نا ... قضة لأصل طهارة الايمان
آراؤهم ريح المقاعد أين تلك ... الريح من روح ومن ريحان
قالوا وأنت رقيبنا وشهيدنا ... من فوق عرشك يا عظيم الشأن
انا أبينا أن ندين ببدعة ... وضلالة أو افك ذي بهتان
لكن بما قد قلته أو قاله ... من قد أتانا عنك بالفرقان
وكذاك فارقناهم حين احتيا ... ج الناس للأنصار والأعوان
كيلا تصير مصيرهم في يومنا ... هذا ونطمع منك بالغفران
الشرح:
وأما الآخرون وهم أهل الحق، فقد أتوا الى ربهم سليمة عقائدهم

الصفحة 414