كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

و لا يعتدون على النصوص بصرفها عن حقيقتها الى المجاز، ويعتقدون أن كلام اللّه عز وجل وكلام رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم في باب الأسماء والصفات نصوص صريحة في معانيها، فهي تفيد من العلم اليقيني ما تفيده البراهين العقلية القائمة على الضروريات.
و ليشهدوا عليهم بأنهم ينكرون أشد الإنكار كلا من التعطيل والجحد للصفات والتمثيل والتشبيه بالمخلوقات، ويعتقدون أن كلا من المعطل والممثل ليسوا من عبادة الرحمن على يقين، بل الأول يعبد عدما حيث نفى عن ربه من الصفات ما لا يعقل وجود الموصوف بدونه ووصفه بصفات المعدوم. والثاني وهو الممثل يعبد صنما، لأنه يعبد اللّه على الصورة التي رسمها له في خياله، وهي لا تفترق عن تلك المنحوتة من الحجارة.
و ليشهدوا عليهم بأنهم في باب الاثبات لا يثبتون الأسماء دون الصفات كالمعتزلة، ولا يثبتون الصفات دون الأحكام، بل يثبتون كلا من الأسماء والصفات والأحكام، وهذه كلها عندهم أركان للايمان.
قالوا عليم وهو ذو علم يع ... لم غاية الاسرار والاعلان
وكذا بصير وهو ذو بصر ويبص ... ر كل مرئي وذي الأكوان
وكذا سميع وهو ذو سمع ويسم ... ع كل مسموع من الأكوان
متكلم وله كلام وصفه ... ويكلم المخصوص بالرضوان
وهو القوي بقوة هي وصفه ... ومليك يقدر يا أخا السلطان
وهو المريد له الإرادة هكذا ... أبدا يريد صنائع الاحسان
والوصف معنى قائم بالذات والاس ... ماء أعلام له بوزان
أسماؤه دلت على أوصافه ... مشتقة منها اشتقاق معان
وصفاته دلت على أسمائه ... والفعل مرتبط به الامران
والحكم نسبتها الى متعلقا ... ت تقتضي آثارها ببيان

الصفحة 420