كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

ولربما يعني به الأخبار عن ... آثارها يعني به أمران
والفعل اعطاء الإرادة حكمها ... مع قدرة الفعال والامكان
فاذا انتفت أوصافه سبحانه ... فجميع هذا بين البطلان
الشرح:
فهم يثبتون الاسم الكريم، فيقولون هو عليم، ويثبتون الصفة فيقولون هو ذو علم، ويثبتون الحكم الذي هو تعلق الصفة بمتعلقاتها التي هي آثارها، فيقولون أنه يعلم كل شي ء من الظواهر والخفيات والماضيات والمستقبلات والواجبات والجائزات والمستحيلات.
و كذلك يقولون هو بصير وذو بصر وبصيرة، متعلق بكل ما تصح رؤيته من الأشخاص والأكوان مهما لطفت، ويقولون هو سميع يسمع وسمعه يتعلق بكل مسموع من الأصوات مهما خفتت، ويقولون هو متكلم وله كلام هو صفة قائمة به، وهو قدرته على أن يتكلم متى شاء وكيف شاء، وأنه يكلم بالفعل من خصه من عباده بالرضى وجعله أهلا لسماع كلامه.
و يقولون هو قوي بقوة هي وصفه، وقوته قاهرة لكل ذي سلطان من خلقه وبها يقدر على كل شي ء، ويقولون هو مريد بإرادة هي صفة قائمة به وتحدث في ذاته آحادها، فهو لم يزل مريدا لما يشاء، كونه وأحداثه ومريدا لنفع خلقه والإحسان إليهم.
و الوصف هو المعنى القائم بالذات، من العلم والقدرة والسمع والبصر الخ، وأما الأسماء فهي أعلام له سبحانه مشتقة من صفاته، إلا أن منها ما غلبت عليه العلمية حتى صار كالأسماء الجامدة، مثل الاسم الجليل (اللّه) ولهذا يقع موصوفا مخبرا عنه ولا يقع صفة ولا خبرا، فأسماؤه تدل على صفاته من حيث أنها مشتقة منها، فعليم مشتق من العلم، وقدير من القدرة، ومريد من الإرادة، وهكذا.
و كذلك صفاته تدل على أسمائه، وذلك لأن ثبوت الصفة لموصوفه يدل على ثبوت المشتق منها له كذلك، فثبوت العلم له يدل على اسمه العليم، وثبوت القدرة يدل على اسمه القدير وهكذا.

الصفحة 421