كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

و أما الفعل وهو كونه يعلم ويقدر ويريد ويسمع ويبصر إلخ. فله ارتباط بكل من الاسم والصفة جميعا، فهو يعلم لأنه عليم وذو علم، ويقدر لأنه قدير وذو قدرة، وهكذا.
و أما الحكم فهو نسبة الصفات إلى متعلقاتها، بحيث تقتضي آثارها اقتضاء ظاهرا، فنسبة العلم إلى المعلومات التي هي متعلقاته، بحيث تصير معلومة له بالفعل بذلك العلم هو ما يسمى بالحكم وتعلق القدرة بالمقدور، بحيث يقع ذلك المقدور بها هو ما يسمى بالحكم وكذلك تعلق الإرادة بالمرادات والسمع بالمسموعات إلخ. وقد يراد بالحكم الأخبار عن آثار الصفة، كقولنا اللّه يعلم كذا ويريد كذا، فهذا معلوم للّه وهذا مراد للّه. فظهر أن الحكم قد يعني به هذا كما قد يعني به ما تقدم من نسبة الصفة إلى متعلقها.
و أما الفعل هو إعطاء الإرادة حكمها، أي تعلقها بالمراد مع شرط في الفاعل، وهو القدرة على إبراز ذلك المراد وشرط في المراد نفسه، وهو أن يكون ممكنا غير مستحيل.
فإذا قيل بانتفاء صفاته تعالى كما تقول المعتزلة لم يمكن إثبات الأسماء والأحكام وكان ذلك كله ظاهر البطلان.
وأشهد عليهم أنهم قالوا بهذا ... كله جهرا بلا كتمان
واشهد عليهم انهم برآء من ... تأويل كل محرف شيطان
واشهد عليهم أنهم يتأولو ... ن حقيقة التأويل في القرآن
هم في الحقيقة أهل تأويل الذي ... يعني به لا قائل الهذيان
واشهد عليهم أن تأويلاتهم ... صرف عن المرجوح للرجحان
واشهد عليهم انهم حملوا النصو ... ص على الحقيقة لا المجاز الثاني
إلا إذا ما اضطرهم لمجازها المضطر من حس ومن برهان فهناك عصمتها إباحته بغير تجانف للإثم والعدوان

الصفحة 422