كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

الأمة كإيمان جبريل الأمين عليه السلام ولا أن يكون إيمان أحد المؤمنين منا كإيمان النبي الذي هو معلم الإيمان عليه السلام، واشهد عليهم أنهم لا يحكمون بتخليد مرتكب الكبيرة في النار، كما تزعم الخوارج والمعتزلة، بل سيخرج منها سائر العصاة من الموحدين إما بشفاعة الشافعين من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. وأما برحمة أرحم الراحمين، ثم يدخلون الجنة بعد أن يتطهروا في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، واشهد عليهم أنهم يؤمنون برؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الجنة بأبصارهم كما يرى القمران أي الشمس والقمر ليس دونهما سحاب ولا ضباب، فلا ينكرون الرؤية كما تنكرها المعتزلة، ولا يؤولونها بنوع من الكشف العلمي، كما يزعمه بعض من يسمونهم بالمحققين من الأشاعرة. واشهد عليهم أنهم يعتقدون أن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هم أفضل خلق اللّه من الناس بعد النبيين، فالنبيين هم خير البرية على الإطلاق وخيرة اللّه في خلقه، وأن الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم هم خيار الصحابة وخيار الخلفاء هما العمران، يعني أبا بكر وعمر، وقد روى عن علي رضي اللّه عنه أنه قال على منبر الكوفة (ما مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم حتى علمنا أن أفضلنا بعده أبو بكر، وما مات أبو بكر حتى علمنا أن أفضلنا بعده عمر) وأن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار أحق بالتقديم ممن أسلم بعدهم، وكل منهم في الفضل على حسب سبقه إلى الإسلام قال تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وقاتَلُوا [الحديد: 10] والفضل بعد ذلك بيد اللّه وحده يؤتيه من يشاء. واللّه ذو الفضل العظيم.
فصل في عهود المثبتين مع رب العالمين
يا ناصر الإسلام والسنن التي ... جاءت عن المبعوث بالقرآن

الصفحة 426