كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

يضفي عليها من الدهون والطلاء ما يحسنها في أعين النظار، حتى يظنها الجاهل المغرور حقا، وما هي إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
لأجاهدن عداك ما أبقيتني ... ولأجعلن قتالهم ديداني
ولأفضحنهم على روس الملا ... ولأفرين أديمهم بلساني
ولأكشفن سرائرا خفيت على ... ضعفاء خلقك منهم ببيان
ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا ... حتى يقال أبعد عبادان
ولأرجمنهم بأعلام الهدى ... رجم المريد بثاقب الشهبان
ولأقعدن لهم مراصد كيدهم ... ولأحصرنهم بكل مكان
ولأجعلن لحومهم ودماءهم ... في يوم نصرك أعظم القربان
ولأحملن عليهم بعساكر ... است تفر إذا التقى الزحفان
بعساكر الوحيين والفطرات والمعقول ... والمنقول بالإحسان
حتى يبين لمن له عقل من الأولى بحكم العقل والبرهان
ولأنصحن اللّه ثم رسوله ... وكتابه وشرائع الإيمان
إن شاء ربي ذا يكون بحوله ... إن لم يشأ فالأمر للرحمن
شرح المفردات:
العدا بكسر العين الأعداء جمع عدو- والديدن الدأب والعادة، يقال جعل هذا ديدنة، يعني استمر عليه- والملأ بالتسهيل أصله الملأ، وهم الجماعة، سميت بذلك لأنها تملأ العين، ولأفرين، أي لأقطعن يقال فراه يفريه، بمعنى قطعه ومزقه- والأديم الجلد، وعبادان تثنية عباد وكان أميرا فهجاه أحد الشعراء وفر فلم يلحق به، فقال الشاعر لبغلته:
عدس ما لعباد عليك أمارة ... أمنت وهذا تحملين طليق
والرجم: القذف بالحجارة، والمزيد بفتح الميم الشيطان، بمعنى المتمرد، والثاقب النافذ، والشهبان جمع شهاب، وهو النجم الذي ترمي به الشياطين حين

الصفحة 429