كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
واصدع بما قال الرسول ولا تخف ... من قلة الانصار والأعوان
فاللّه ناصر دينه وكتابه ... واللّه كاف عبده بأمان
لا تخش من كيد العدو ومكرهم ... فقتالهم بالكذب والبهتان
فجنود أتباع الرسول ملائك ... وجنودهم فعساكر الشيطان
شتان بين العسكرين فمن يكن ... متحيرا فلينظر الفئتان
الشرح:
وأوصاه كذلك أن يجعل كتاب اللّه والسنن الصحيحة الثابتة سلاحه وعدته في النزال، فإذا ما لبس تلك الشكه واستكمل الأهبة فليصح هل من مبارز هل من مناجز، فإن معه أقوى الأسلحة وأمضاها، فلا يخشى أسلحة أهل الباطل فإنها مفلولة مثلومة، وأن يصدع بما قاله الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم غير مستوحش من قلة الأنصار وندرة الأعوان، فإن اللّه ناصر دينه وكتابه وهو حسبه وكافيه وأن لا يخشى بأس الأعداء ومكرهم، فإنهم يقاتلون بأسلحة الكذب والبهتان وهو يقاتل بسلاح التوحيد والايمان، وشتان بين السلاحين، كما أنه يحاربهم بجند من الملائكة، وأما هم فجنودهم عساكر الشيطان، فما أبعد الفرق بين العسكرين، وما أبين التمايز بين الفئتين: فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ [آل عمران: 13].
وأثبت وقاتل تحت رايات الهدى ... واصبر فنصر اللّه ربك دان
واذكر مقاتلهم لفرسان الهدى ... للّه در مقاتل الفرسان
وادرأ بلفظ النص في نحر العدا ... وارجمهم بثواقب الشهبان
لا تخش كثرتهم فهم همج الورى ... وذبابه أ تخاف من ذبان
وأشغلهم عند الجدال ببعضهم ... بعضا فذاك الحزم للفرسان
وإذا هم حملوا عليك فلا تكن ... فزعا لحملتهم ولا بجبان
وأثبت ولا تحمل بلا جند فما ... هذا بمحمود لدى الشجعان
الشرح:
يكرر المؤلف رحمه اللّه الوصية لمن يريد النجاة بأن يثبت تحت راية