كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

ثم قال الشيخ بعد ذكر ضلالة هؤلاء الملاحدة: هذا هو المعبود عند هؤلاء السفهاء الحمقى فسبح ربك أيها المؤمن ونزهه عما يقول الجاهلون ثم ناداهم الشيخ مسفها وموبخا، يا أمة معبودها موطوءها، أين الاله من ثغرة الطغيان، يا أمة قد صار جميع أنواع الكفر والضلال، جزءا يسيرا من كفرها وضلالها.
فصل في قدوم ركب آخر
وأتى فريق ثم قال وجدته ... بالذات موجودا بكل مكان
هو كالهواء بعينه لا عينه ... ملأ الخلاء ولا يرى بعيان
والقوم ما صانوه عن بئر ولا ... قبر ولا حش ولا أعطان
بل منهم من قد رأى تشبيهه ... بالروح داخل هذه الأبدان
ما فيهم ما قال ليس بداخل ... أو خارج عن جملة الأكوان
لكنهم حاموا على هذا ولم ... يتجاسروا من عسكر الإيمان
وعليهم رد الأئمة أحمد ... وصحابه من كل ذي عرفان
فهم الخصوم لكل صاحب سنة ... وهم الخصوم لمنزل القرآن
ولهم مقالات ذكرت أصولها ... لما ذكرت الجهم في الأوزان
الشرح:
بعد أن فرغ المؤلف من ذكر مقالة ابن عربي وأضرابه من القائلين بمذهب وحدة الوجود شرع في بيان مقالة الحلولية، وينبغي أن يعلم أن أصحاب الحلول فريقان: فريق يقول بالحلول الخاص في بعض أفراد البشر، كما ذهب إليه النصارى في عيسى عليه السلام، حيث زعموا أن اللاهوت وهو اللّه حل في الناسوت، أي في جسد عيسى وكما ادعاه في الاسلام السبأية أتباع عبد اللّه بن سبأ الذي قال هو وأتباعه بألوهية علي رضي اللّه عنه، وقد حرقهم علي بالنار، وكذلك الخطابية في جعفر الصادق، وكان الحسين بن منصور الحلاج يزعم أن اللّه حل فيه، ويقول في بعض شعره:

الصفحة 67