كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
فاحمد إلهك أيها السني اذ ... عافاك من تحريف ذي بهتان
واللّه ما يرضى بهذا خائف ... من ربه أمسى على الايمان
هذا هو الالحاد حقا بل هو التح ... ريف محضا أبرد الهذيان
واللّه ما بلي المجسم قط بمثل ذ ... ي البلوى ولا أمسى بذي الخذلان
أمثال ذا التأويل أفسد ه ... ذه الأديان حين سرى الى الأديان
واللّه لو لا اللّه حافظ دينه ... لتهدمت منه قوى البنيان:
الشرح:
بعد أن حكى المؤلف هذه الأكذوبة التي تفتق عنها ذهن ذلك الجهمي المارق، والتي تدل على مبلغ جعل الجهمية وضلالهم حيث أنكروا أن يكون بعض العباد والمخلوقات أقرب إلى اللّه من بعض، وزعموا أن جميع الجهات والأمكنة بالنسبة إليه سواء، توجه إلى كل معتصم بالسنة وعقيدة السلف أن يحمد اللّه الذي عافاه من تحريف هؤلاء الكذابين، وأخبر أنه لا يرضى بمثل هذا التحريف والتعطيل الا قلب فارقه الخوف من مولاه وبات على غير ايمان به، والا لما اجترأ على القول بتلك الشناعات في حق اللّه عز وجل التي هي محض الالحاد وعين التحريف والهذيان، ثم أخبر أن المجسمة الذين يدعي الجهم وأصحابه الفرار من الوقوع في تجسيمهم بالتأويل ما ابتلوا قط بمثل هذي البلوى التي هي تأويل الجهمي، ولا خذلوا هذا الخذلان الشنيع وأن أمثال هذه التأويلات الفاسدة هي التي أفسدت الأديان حين سرت إليها، وقد وجد في اليهودية والنصراني جهمية كهذا الجهم الذي أصيب به الإسلام حرفوا التوراة والإنجيل وتناولوهما بالتغيير والتبديل حتى أفسدوا هاتين الديانتين على أهلهما، كما حاول الجهم افساد الإسلام على أهله، ولو لا أن اللّه حافظ دينه وكتابه لكانت بدعة الجهم ومقالاته سببا في هدم بنيان هذا الدين وتصدع أركانه.
فصل
وأتى فريق ثم قارب وصفه ... هذا وزاد عليه في الميزان