كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ويَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والْإِكْرامِ [الرّحمن: 26، 27] وزعمت أن له يمينا كما قال سبحانه: والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر: 67] وكما قال عليه السلام «أن يمين اللّه ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار» بل زعمت أكثر من ذلك أن له يدين لقوله تعالى: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ [المائدة: 64] وقوله لإبليس حين امتنع من السجود لآدم ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص:
75].
و زعمت أنه يوم الحشر يجعل السموات في أحدى يديه وهي اليمين ويجعل الأرض في الأخرى، كما قال تعالى: وما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ والْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر: 67] ثم يقول: أنا اللّه، أنا الملك اين ملوك الأرض.
وزعمت أن يمينه ملآى من الخيرات ... ما غاضت على الأزمان
وزعمت أن العدل في الأخرى بها ... رفع وخفض وهو بالميزان
وزعمت أن الخلق طرا عنده ... يهتز فوق أصابع الرحمن
وزعمت أيضا أن قلب العبد ما ... بين اثنتين من أصابع عان
وزعمت أن اللّه يضحك عند ما ... يتقابل الصفان يقتتلان
من عبده يأتي فيبدي نحره ... لعدوه طلبا لنيل جنان
وكذاك يضحك عند ما يثب الفتى ... من فرشه لتلاوة القرآن
وكذاك يضحك من قنوط عباده ... اذ أجدبوا والغيث منهم دان
الشرح:
قوله وزعمت أن يمينه ملآى، البيت إشارة إلى الحديث السابق، وهو قوله عليه الصلاة والسلام «ان يمين اللّه ملآى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار الا ترون ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض مما في يده».
و أما قوله في البيت بعده، وزعمت أن العدل في الأخرى بها خفض ورفع،