كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
فهو اشارة إلى قوله عليه السلام في الحديث الذي رواه أبو موسى رضي اللّه عنه «ان اللّه لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه» وأما قوله: وزعمت أيضا أن قلب العبد، البيت فهو اشارة إلى قوله عليه السلام «أن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء» ولذلك كان أكثر دعائه عليه السلام «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».
و أما قوله وزعمت أن اللّه يضحك إلى آخر الأبيات فكلها اشارة إلى أحاديث وردت باثبات صفة الضحك له سبحانه في هذه الأحوال وفي غيرها، كما في الحديث «يضحك اللّه الى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة» وكما في الحديث الذي أشار إليه بالبيت الأخير وهو قوله عليه السلام «يضحك اللّه من قنوط عباده وقرب خيره ينظر إليكم أزلين قنطين يظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب».
وزعمت أن اللّه يرضى عن أولى ... الحسنى ويغضب من اولى العصيان
وزعمت أن اللّه يسمع صوته ... يوم المعاد بعيدهم والداني
لما يناديهم أنا الديان لا ... ظلم لدي فيسمع الثقلان
وزعمت أن اللّه يشرق نوره ... في الأرض يوم الفصل والميزان
وزعمت أن اللّه يكشف ساقه ... فيخر ذاك الجمع للأذقان
وزعمت أن اللّه يبسط كفه ... لمسيئنا ليتوب من عصان
وزعمت أن يمينه تطوى السما ... طي السجل على كتاب بيان
الشرح:
قوله وزعمت أن اللّه يرضى، البيت اشارة إلى ما في الآيات والأحاديث من اثبات صفتي الرضى والغضب للّه عز وجل، كقوله تعالى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ [المجادلة: 22] وقوله: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح: 18]. وقوله: فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ [البقرة: 90]. وقوله: ولا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ