كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 1)
حتى يضع الجبار فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك وكرمك».
وزعمت أن الناس يوم مزيدهم ... كل يحاضر ربه ويداني
بالحاء مع ضاد وجامع صادها ... وجهان في ذا اللفظ محفوظان
في الترمذي ومسند وسواهما ... من كتب تجسيم بلا كتمان
ووصفته بصفات حي فاعل ... بالاختيار وذانك الأصلان
أصل التفرق بين هذا الخلق ف ... ي الباري فكن في النفي غير جبان
أو لا فلا تلعب بدينك ناقضا ... أو ثالث متناقض صنفان
فالناس بين معطل أو مثبت ... نفيا باثبات بلا فرقان
واللّه لست برابع لهم بلى ... إما حمارا أو من الثيران
الشرح:
قوله: وزعمت أن الناس يوم مزيدهم الخ اشارة إلى ما رواه أحمد والترمذي وغيرهما وملخصه ان يوم الجمعة يسمى يوم القيامة بيوم المزيد فيه يزور أهل الجنة ربهم عز وجل، ويكونون في سبقهم إليه على قدر سبقهم إلى الجمعة، ويكونون في قربهم من ربهم على قدر قربهم من الامام، فتنصب لهم منابر اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والعقيان وأدناهم منزلة يكونون على كثبان المسك فيتجلى لهم الرب جل شأنه وينظرون إليه كلهم، ولا يكون شي ء أحب إليهم من النظر الى وجهه، ثم تظلهم سحابة من عنده سبحانه فتمطرهم طيبا ما رأوا مثله قط، فيزيدهم جمالا فوق جمالهم، ثم يقول لهم الرب تعالى قوموا الى ما ذخرت لكم، فيأتون سوقا فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيأخذون منها ما يشتهون من أنواع الحلل والحلى، فإذا رجعوا الى أهليهم رحبوا بهم وسألوهم عما غشيهم من هذا الجمال، فيقولون لهم: وأنتم قد زدتم في أعيننا حسنا على حسن لكن يحق لنا وقد كنا الآن جلساء رب العرش فيكون أهل الجنة أشد شوقا إلى يوم المزيد من المحب الى حبيبه.