كتاب شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية (اسم الجزء: 1)

سنة، منها ستون في الإسلام، ولكنه لم يلق النبي صلّى الله عليه وسلّم، وبعد البيتين:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا … أملك رأس البعير إن نفرا
والذئب أخشاه إن مررت به … وحدي وأخشى الرياح والمطرا
من بعد ما قوة أسرّ بها … أصبحت شيخا أعالج الكبرا
[الخزانة/ 7/ 384، وشرح التصريح/ 2/ 36، والهمع/ 2/ 50، وسيبويه/ 1/ 46].

444 - فما آباؤنا بأمنّ منه … علينا اللاء قد مهدوا الحجورا
قاله رجل من بني سليم، ومعناه: ليس آباؤنا الذين أصلحوا شأننا ومهدوا أمرنا، وجعلوا حجورهم لنا كالمهد، بأكثر امتنانا علينا من هذا الممدوح، والشاعر كاذب فيما قال لأن الله أثبت للوالدين فضلا لم يثبته لأحد، وقوله: فما .. الفاء: للعطف إن تقدمه شيء، و «ما» بمعنى ليس، وقوله: بأمنّ منه: خبره، والباء زائدة، والضمير في منه يرجع إلى الممدوح، وقوله: اللاء صفة ل «آباؤنا».
وفيه الشاهد: حيث أطلق اللاء على جماعة المذكر موضع الذين والأكثر كونها لجمع المؤنث نحو قوله تعالى: وَاللَّائِي يَئِسْنَ [الطلاق: 4] وحذف منه الياء أيضا، إذ أصله «اللائي» وقد قرئ بهما جميعا. [الأشموني ج 1/ 151 وبحاشيته العيني، والهمع 1/ 83].

445 - ستعلم أيّنا للموت أدنى … إذا دانيت لي الأسل الحرارا
البيت لعنترة بن شداد من قصيدة خاطب بها عمارة بن زياد العبسي. وقوله: لي الأسل: وضع اللام موضع «إلى» لأن الدنوّ وما تصرف منه أصله التعدي ب إلى، وهو مثل قوله تعالى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها [الزلزلة: 5] أي: أوحى إليها، والأسل: أطراف الرماح، وقيل: هي الأسنة، الواحد: أسلة بزيادة الهاء، والحرار: جمع حرّى، كعطاش جمع عطشى، وزنا ومعنى، يقول لعمارة: ستعلم إذا تقابلنا ودانيت الرماح بيننا، أيّنا أقرب إلى الموت، أي: إنك زعمت أنك تقتلني إذا لقيتني وأنت أقرب إلى الموت عند ذلك مني، والبيت شاهد على أن المفضول محذوف والتقدير: أدنى من صاحبه، ويجوز أن يكون «أفعل» بمعنى اسم الفاعل، أي: قريب ويجوز أن يكون المحذوف مضافا إليه والتقدير: أقربنا وأدنانا. [الخزانة/ 8/ 249].

446 - كأنّها درّة منعّمة … من نسوة كنّ قبلها دررا

الصفحة 528