كتاب شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية (اسم الجزء: 1)

أبو حيان: ولا حجة في ذلك لأن «كلّ» في التركيب، نعت لا توكيد، أي: الناس الكاملين في الفضل.

515 - كلا الضّيفن المشنوء والضيف واجد … لديّ المنى والأمن في العسر واليسر
البيت بلا نسبة في الأشموني ج 2/ 260، والضيفن: الذي يتبع الضيف، أو هو الطفيلي والشاهد أن «كلا» أضيف إلى مفرد معطوف عليه آخر، ولا يجوز ذلك إلا في الضرورة، والمشنوء: المكروه.

516 - ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها … حتى أتيت أبا عمرو بن عمّار
البيت للفرزدق، وهو في [شرح المفصل ج 1/ 27، وكتاب سيبويه ج 2/ 148، 237]، وهو شاهد على حذف التنوين من أبي عمرو وهذا يدل على أن الكنية من الأعلام، وأبو عمرو: هو أبو عمرو بن العلاء، يقول: لم أزل أتصرف في العلم وأطويه وأنشره حتى لقيت أبا عمرو فسقط علمي عند علمه، وأبو عمرو من مؤسسي علم النحو.

517 - كم عمّة لك يا جرير وخالة … فدعاء قد حلبت عليّ عشاري
كنّا نحاذر أن تضيع لقاحنا … ولهى إذا سمعت دعاء يسار
شغّارة تقذ الفصيل برجلها … فطّارة لقوادم الأبكار
الأبيات للفرزدق في هجاء جرير، وقد مضى البيت الأول في مكان سابق، وذكرته هنا لنفهم به البيت الثالث،
وألخص ما قلته في البيت الأول مرّة أخرى:
البيت الأول: عمة: فيها الجرّ، والنصب، والرفع، أو هكذا روي البيت، و «كم» في الحالات الثلاث لا تخرج عن كونها تدل على الخبر والكثرة، وإن كان ظاهرها الاستفهام.
أ - كم عمة: بالجرّ: كم خبرية، وعمة تمييزها.
ب - كم عمة: بالنصب: كم استفهامية، وعمة: تمييزها، والاستفهام على سبيل الاستهزاء والتهكم.
ج - كم عمة: بالرفع: على أن تكون «عمة» مبتدأ، وصفت بقول «لك» وخبره «قد حلبت» والمميز على هذا محذوف، فلا يخلو أن يقدر مجرورا أو منصوبا، على اختلاف

الصفحة 549