كتاب شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية (اسم الجزء: 1)

تاليها حالا، أو وصفا أو استئنافا، وجاز جزمه، وقال أبو حيان وجزمه بعد الترجي غريب جدا والقياس يقبله وذكر البيت.

543 - ولأنت تفري ما خلقت وبع … ض القوم يخلق ثمّ لا يفر
البيت لزهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان. وتفري، بالفاء، تقطع من فريت الأديم إذا قطعته للصلاح، وأفريته، إذا قطعته للفساد، ومعنى خلقت: قدرت، يقال: «ما كلّ من خلق يفري»، أي: ما كل من قدر قطع وهو مثل يضرب لمن يعزم ولا يفعل، يمدح هرم بن سنان بالحزم والجزم وإمضاء العزم.
والشاهد: حذف الياء في الوقف من قوله «يفري» فيمن سكن الراء ولم يطلق القافية للترنم. وإثبات الياء أكثر وأقيس، لأنه فعل لا يدخله التنوين. ولكنه جاء في فواصل الآيات: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ [الفجر: 4] وذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ [الكهف:
64]، والحذف في الأسماء كثير، كقوله تعالى: يَوْمَ التَّنادِ [غافر: 32] والْكَبِيرُ الْمُتَعالِ [الرعد: 9]. [كتاب سيبويه ج 2/ 289، وشرح المفصل ج 9/ 79، واللسان (فرا) و (خلق)، والهمع ج 2/ 206].

544 - ربّ رام من بني ثعل … متلج كفّيه في قتره
البيت لامرئ القيس، وبنو ثعل قبيلة من طيئ ينسب الرمي إليهم، والمتلج: الذي يدخل كفيه في القتر، والقتر: بيوت الصائد التي يكمن فيها، والمقصود بهذا البيت عمرو ابن المسبح الطائي وفد على النبي صلّى الله عليه وسلّم في وفود العرب وهو ابن مائة وخمسين سنة وكان أرمى العرب. [شرح المفصل/ 10/ 37]. - والشاهد: متلج، أصلها: مولج.

545 - تجاوزت هندا رغبة عن قتاله … إلى ملك أعشو إلى ضوء ناره
البيت لابن جذل الطعّان. ولكن قافيته في «اللسان» إلى مالك أعشو إلى ذكر مالك، وبعد البيت في اللسان.
فأيقنت أنّي عند ذلك ثائر … غداة إذ أو هالك في الهوالك

546 - إذا أوقدوا نارا لحرب عدوّهم … فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
البيت بلا نسبة في [العيني ج 4/ 166].

الصفحة 557