كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 1)

أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وفي شرح العلقمى أنه لما كانت القلوب هي المصححة للأعمال الظاهرة وأعمال القلب غيبت عنا فلا تقطع بمغيب لما نرى من صور أعمال الطاعة والمخالفة فلعل من يحافظ على الأعمال الظاهرة يعلم الله في قلبه وصفا مذموما لا يصح معه تلك الأعمال ولعل من رأينا عليه معصية يعلم الله أن في قلبه وصفا محمودا يغفر له بسببه فالأعمال أما رأت ظنية لا أدلة قطيعة ويترتب عليها عدم الغلو في تعظيم من رأينا عليه أفعالا صالحة وعدم احتقار مسلم رأينا عليه أفعالا سيئة بل يحتقر ويذم تلك الحالة السيئة لا تلك الذات المسيئة (وأعمالكم) قال تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) قال المناوى فمعنى النظر الإحسان والرحمة والعطف (م هـ) عن أبى هريرة

• (إن الله تعالى لا ينظر إلى من يجر إزاره) أي يسبله إلى تحت كعبيه (بطرا) للكبر والخيلاء ومعنى لا ينظر الله إليه أي لا يرحمه ولا ينظر إليه نظر رحمة والإسبال يكون في الإزار والقميص والعمامة ولا يجوز الإسبال تحت الكعبين أن كان للخيلاء فإن كان لغيرها فهو مكروه وظاهر الأحاديث في تقييدها بالخيلاء يدل على أن التخريم مخصوص بالخيلاء وأجمع العلماء على جواز إسبال الإزار للنساء وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الإذن لهن في إرخاء ذيولهن ذراعا وأما القدر المستحب فيما ينزل إليه طرف القميص والإزار فنصف الساقين والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين وأما الأحاديث المطلقة بأن ما تحت الكعبين في النار فالمراد بهما ما كان للخيلاء لأنه مطلق فوجب حمله على المقيد وبالجملة يكره كل ما زاد على الحاجة المعتادة في اللباس من الطول أو السعة (م) عن أبى هريرة

• (إن الله تعالى لا ينظر إلى مسبل إزاره) أي إلى أسفل كعبيه بطرا كما علم مما تقدم وإزار مجرور بإضافة مسبل إليه (حم ن) عن ابن عباس

• (إن الله تعالى لا ينظر إلى من يخضب) أي يغير لون شعره (بالسواد) أي لا ينظر إليه نظر رحمة (يوم القيامة) فهو حرام لغير الجهاد (ابن سعد عن عامر مرسلا) قال المناوى لعل مراده الشعبي

• (إن الله تعالى لا يهتك) أي لا يرفع (ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير) قال المناوى بل يتفضل عليه بستر عيوبه في هذه الدار ومن ستره فيها لم يفضحه يوم القرار (عد) عن أنس وإسناده ضعيف

• (إن الله تعالى لا يؤاخذ المزاح) أي الكثير المزاح الملاطف بالقول والفعل (الصادق في مزاحه) الذي لا يشوب مزاحه بكذب أو بهتان بل يخرجه على ضرب من النورية ونحوها كقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تدخل الجنة عجوز وذاك الذي في عينه بياض ونحو ذلك (ابن عساكر) في تاريخه (عن عائشة

• (إن الله تعالى يؤيد هذا الدين) أي دين الإسلام (بأقوام لا خلاق لهم) قال المناوى لا أوصاف لهم حميدة يتلبسون بها (ن حب) عن أنس بن مالك (حم طب) عن أبى بكرة بفتح الكاف بإسناد جيد

• (إن الله تعالى يباهى بالطائفين) أي يباهى ملائكته بالطائفين بالكعبة

الصفحة 395