كتاب سنن الدارمي - ت: دهمان (اسم الجزء: 1)

[ 160 ] (رسالة عباد ابن عباد الخواص الشامي)
(أخبرنا) عبد الملك بن سليمان أبو عبد الرحمن الانطاكي عن عباد بن عباد الخواص الشامي أبو عتبة : قال اما بعد . اعقلوا والعقل نعمة ، فرب ذي عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر عن الانتفاع بما يحتاج إليه حتى صار عن ذلك ساهيا ، ومن فضل عقل المرء ترك النظر فيما لانظر فيه حتى يكون فضل عقله وبالا عليه في ترك مناقشة من هو دونه في الاعمال الصالحة ، أو رجل شغل قلبه ببدعة قلد فيها دينه رجالا دون اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اكتفى برأيه فيما لا يرى الهدى الا فيها ولا يرى الضلالة الا تركها بزعم انه اخذها من القرآن وهو يدعوا إلى فراق القران أفما كان للقران حملة قبله وقبل اصحابه يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ؟ وكانوا منه على منار اوضح الطريق وكان القرآن امام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اماما لاصحابه وان اصحابه أئمة لمن بعدهم رجال معروفون منسوبون في البلدان متفقون في الرد على اصحاب الاهواء مع ما كان بينهم من الاختلاق وتسكع اصحاب الاهواء برأيهم في سبل مختلفة جائرة عن القصد مفارقة للصراط المستقيم فتوهت بهم ادلاؤهم في مهامه مضلة فأمعنوا فيها متعسفين في هيأتهم كلما احدث لهم الشيطان بدعة في ضلالتهم انتقلوا منها إلى غيرها لانهم لم يطلبوا اثر السالفين ولم يقتدوا بالمهاجرين وقد ذكر عن عمر انه قال لزياد هل تدري ما يهدم الاسلام زلة عالم وجدال منافق بالقران وايمة مضلون اتقوا الله وما

الصفحة 160