[ 162 ] يستغفر منها وتقصيرهم تقصير لا يعترف به كيف يهتدي المستدل المسترشد إذا كان الدليل حائرا احبوا الدنيا وكرهوا منزلة اهلها فشاركوهم في العيش وزايلوهم بالقول ودافعوا بالقول عن انفسهم ان ينسبوا إلى عملهم فلم يتبرؤا مما انتفوا منه ولم يدخلوا فيما نسبوا إليه انفسهم لان العامل بالحق متكلم وان سكت وقد ذكر ان الله تعالى يقول : اني لست كل كلام الحكيم اتقبل ولكني انظر إلى همه وهواه فان كان همه وهواه لي جعلت صمته حمدا ووقارا وان لم يتكلم وقال الله تعالى (مثل الدين حملوا التورية ثم لم يحملوها - لم يعملوا بها - كمثل الحمار يحمل اسفارا) كتبا وقال (خذوا ما آتينا كم بقوة) قال العمل بما فيه ولا تكتفوا من السنة بانتحالها بالقولدون العمل بها فان انتحال السنة دون العمل بها كذب بالقول مع اضاعة العلم ولا تعيبوا بالبدع تزينا بعيبها فان فساد اهل البدع ليس بزائد في صلاحكم ولا تعيبوها بغيا على اهلها فان البغي من فساد انفسكم وليس ينبغي للمطبب ان يداوي المرضى بما يبرئهم ويمرضه فانه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداو اتهم ولكن ينبغي ان يلتمس لنفسه الصحة ليقوى به على علاج المرضى فليكن امركم فيما تنكرون على اخوانكم نظرا منكم لانفسكم ونصيحة منكم لربكم وشفقة منكم على اخوانكم وان تكونوا مع ذلك بعيوب انفسكم اعنا منكم بعيوب غيركم وان يستفطم بعضكم بعضا الصيحة وان يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم وقد قال عمر