[ 163 ] ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه : رحم الله من اهدى الي عيوبي ، تحبون ان تقولوا فيحمتل لكم ، وان قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم ، تجدون على الناس فيما تنكرون من امورهم وتأتون مثل ذلك افلا تحبون ان يؤخذ عليكم ؟ اتهموا رأيكم ورأي اهل زمانكم وتثبتوا قبل ان تكلموا ، وتعلموا قبل ان تعملوا ، فان ياتي مان يشتبه فيه الحق والباطل ويكون المعروف فيه منكرا والمنكر فيه معروفا ، فمنكم مقترب إلى الله بما يباعده ومتحبب إليه بما يبغضه عليه قال الله تعالى (افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) الاية فعليكم بالوقوف عند الشبهات حتى يبرز لكم واضح الحق بالبينة فان الداخل فيما لا يعلم بغير علم آثم ومن نظر لله نظر الله له ، عليكم بالقرآن فأتموا به وأموا به وعليكم بطلب اثر الماضين ، فيه ولو ان الاخبار والرهبان لم يتقوا زوال مراتبهم ، وفساد منزلتهم باقامة الكتاب وتبيانه ما حرفوه ولا كتموه ولكنهم لما خالفوا الكتاب باعمالهم التمسوا ان يخدعوا قومهم عما صنعوا مخافة ان تفسد منازلهم وان يتبين للناس فسادهم فحرفو الكتاب بالتفسير وما لم يستطيعوا تحريفه كتموه فسكتوا عن صنيع انفسهم ابقاءا على منازلهم وسكتوا عما صنع قومهم مصانعة لهم ، وقد اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه بل مالوا عليه ورفقوا لهم فيه