كتاب التبصرة لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)
والسابع: أنه أعلمهم بما سيكون ليعلموا علمه بالحادثات.
والثامن: أنه أراد تعظيم آدم بذكره قبل وجوده.
والتاسع: أنه أعلمهم أنه خلقه ليسكنه الأرض وإن كان ابتداء خلقه في السماء.
والخليفة: القائم مقام غيره. يقال: خلف الخليفة خلافة وخليفي، وعلى وزن
ذلك أحرف منها: خطيبي من الخطبة، ورديدي من الرد، ودليلي من الدلالة، وحجيزي من حجزت، وهزيمي من هزمت.
قال أبو بكر ابن الأنباري: والأصل في الخليفة: خليف فدخلت الهاء للمبالغة في مدحه بهذا الوصف كما قالوا علامة ونسابة وراوية.
وفي معنى خلافته قولان: أحدهما: خليفة عن الله تعالى في إقامة شرعه. روى عن ابن عباس ومجاهد.
والثاني: أنه خلف من كان في الأرض قبله. روى عن ابن عباس.
قوله تعالى: {أتجعل فيها من يفسد فيها} الألف للإستفهام وفيها ثلاثة أقوال:
أحدها أنه استفهام إنكار، والتقدير: كيف تفعل هذا، وهو لا يليق بالحكمة. وروى يحيى بن كثير عن أبيه قال: كان الذين قالوا هذا عشرة آلاف من الملائكة فأرسلت عليهم نار فأحرقتهم.
والثاني: أنه استفهام إيجاب، تقديره: ستجعل كما قال جرير:
ألستم خير من ركب المطايا، قاله أبو عبيدة.
والثالث أنه استفهام استعلام.
ثم في مرادهم أربعة أقوال: أحدها أنهم استعلموا وجه الحكمة في جعل من يفسد.
الصفحة 23
512