كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)

(فاغتنموا حُضُور تِلْكَ الْمجَالِس) الَّتِي تعقد لنصر السّنة ورد الْبِدْعَة (بالذب عَن الضُّعَفَاء) أَي ضعفاء الرَّأْي العاجزين عَن نصب الْأَدِلَّة وتأييد الْحق وإبادة الْبَاطِل (وتوكلوا على الله) اعتمدوا عَلَيْهِ وثقوا بِهِ فِي دفع كيد أَعدَاء الدّين وَلَا تخشوهم (وَكفى بِاللَّه وَكيلا) أَي كَافِيا وحافظاً وناصراً نعم الْمولى وَنعم النصير (حل عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد واه جدا بل لوائح الْوَضع تلوح عَلَيْهِ) //
(ان لله أهلين من النَّاس) قَالُوا من هم يَا رَسُول الله قَالَ (أهل الْقُرْآن) وأكد ذَلِك وزاده بَيَانا وتقريراً فِي النُّفُوس بقوله (هم أهل الله وخاصته) أَي المختصون بِهِ بِمَعْنى أَنه لما قربهم واختصهم كَانُوا كأهله (حم ن هـ ك عَن أنس) قَالَ الْحَاكِم روى من ثَلَاثَة أوجه هَذَا أَجودهَا
(ان لله آنِية) جمع إِنَاء وَهُوَ وعَاء الشَّيْء (من أهل الأَرْض) من النَّاس أَو من الْجنَّة وَالنَّاس (وآنية ربكُم) فِي أرضه (قُلُوب عباده الصَّالِحين) أَي القائمين بِحَق الْحق والخلق فيودع فِيهَا من الْأَسْرَار مَا شَاءَ بِمَعْنى أَن نور مَعْرفَته تَعَالَى تملأ قُلُوبهم حَتَّى يفِيض أَثَره على الْجَوَارِح (وأحبها إِلَيْهِ) أَي أَكْثَرهَا حبا لَدَيْهِ (ألينها وأرقها) فَإِن الْقلب إِذا لَان ورق انجلى وَصَارَ كَالْمَرْأَةِ الصقيلة فينطبع فِيهِ النُّور الرحماني فَيصير مَحل نظر الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى واللين والرقة فالعطف تفسيري وَقد يُقَال بَينهمَا عُمُوم وخصوص وَرَوَاهُ الْحَكِيم بِلَفْظ وأحبها إِلَيْهِ وأرقها وأصقلها وأصلبها قَالَ يَعْنِي أرقها للإخوان وأصقلها من الذُّنُوب وأصلبها فِي ذَات الله تَعَالَى (طب عَن أبي عنبة) بِكَسْر الْمُهْملَة وَفتح النُّون وَالْمُوَحَّدَة وَهُوَ الْخَولَانِيّ // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ان لِلْإِسْلَامِ صوى) بصاد مُهْملَة مضموماً منوناً أَي أعلاماً مَنْصُوبَة يسْتَدلّ بهَا عَلَيْهِ واحدتها صوة كقوة (ومناراً) أَي شرائع يهتدى بهَا (كمنار الطَّرِيق) وَاضِحَة الظَّاهِر وَأما معرفَة حقائقه وأسراره فَإِنَّمَا ليدركها أهل البصائر (ك) فِي الْإِيمَان من حَدِيث خَالِد بن معدان (عَن أبي هُرَيْرَة) وَهُوَ وَإِن أدْركهُ لَكِن لم يثبت لَهُ مِنْهُ سَماع
(ان لِلْإِسْلَامِ صوى وعلامات كمنار الطَّرِيق) فَلَا تضلنكم الْأَهْوَاء عَمَّا صَار شهيراً لَا يخفى على من لَهُ أدنى بَصِيرَة (وَرَأسه) بِالرَّفْع بضبط الْمُؤلف أَي أَعْلَاهُ (وَجَمَاعَة) بِالرَّفْع وبكسر الْجِيم وخفة الْمِيم أَي مجمعه ومظنته (شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأقَام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَتَمام الْوضُوء) أَي سبوغه بِمَعْنى إسباغه وتوفية شُرُوطه وفروضه وسننه وآدابه فَهَذِهِ هِيَ أَرْكَان الْإِسْلَام الَّتِي بني عَلَيْهَا (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (ضَعِيف لضعف عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث) //
(ان للتَّوْبَة بَابا عرض مَا بَين مصراعيه) أَي شطريه (مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب لَا يغلق حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا) أَرَادَ أَن قبُول التَّوْبَة هَين مُمكن وَالنَّاس فِي سَعَة مِنْهُ مَا لم تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا فَإِن بَابا سعته مَا ذكر لَا يتضايق عَن النَّاس إِلَّا أَن يغلق (طب عَن صَفْوَان بن عَسَّال) بِفَتْح الْعين وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ
(ان للْحَاج) وَمثله الْمُعْتَمِر (الرَّاكِب بِكُل خطْوَة تخطوها رَاحِلَته سبعين حَسَنَة) من حَسَنَات الْحرم (وللماشي بِكُل خطْوَة يخطوها سَبْعمِائة حَسَنَة) فثواب خطْوَة الرَّاكِب عشر ثَوَاب خطْوَة الْمَاشِي فالحج مَاشِيا أفضل وَبِهَذَا أَخذ بعض الْأَئِمَّة والأرجح عِنْد الشَّافِعِيَّة أَنه رَاكِبًا أفضل لأدلة أُخْرَى (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف مُحْتَمل) //
(ان للزَّوْج من الْمَرْأَة لشعبة) بِفَتْح لَام التوكيد أَي طَائِفَة كَثِيرَة وَقدر عَظِيم من الْمَوَدَّة واللصوق فالتنوين للتعظيم (مَا هِيَ لشَيْء) أَي لَيْسَ مثلهَا الْقَرِيب وَغَيره وَهَذَا قَالَه لما قيل لحمنة بنت جحش قتل أَخُوك فَقَالَت يرحمه الله فَقيل وزوجك قَالَت

الصفحة 336