كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)

واحزناه فَذكره (هـ ك عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن جحش) بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمُهْملَة وسين مُعْجمَة الْأَسدي قَالَ الذَّهَبِيّ غَرِيب
(ان للشَّيْطَان كحلاً) أَي شَيْئا يَجعله فِي عَيْني الْإِنْسَان لينام (ولعوفاً) بِفَتْح اللَّام أَي شَيْئا يَجعله فِي فِيهِ لينطق لِسَانه بالفحش (فَإِذا كحل الْإِنْسَان من كحله نَامَتْ عَيناهُ عَن الذّكر وَإِذا لعقه من لعوقه ذرب) أَي فحش (لِسَانه بِالشَّرِّ) حَتَّى لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَلَا مَا قيل فِيهِ وَله والاستعارة فِي كل لما يُنَاسِبه فَإِن الْكحل للعين ظَاهر فِي النّوم لعلاقة هجوم النّوم وَقس عَلَيْهِ (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (مكايد الشَّيْطَان) لأهل الْإِيمَان (طب هَب عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان للشَّيْطَان كحلاً ولعوقاً ونشوقاً) بِفَتْح النُّون أَي شَيْئا يَجعله فِي الْأنف وَالْمرَاد أَن وساوسه مَا وجدت منفذاً إِلَّا دخلت فِيهِ (أما لعوقه فالكذب) أَي الْمحرم شرعا (وَأما نشوقه فالغضب) أَي لغير الله (وَأما كحله فالنوم) أَي الْكثير المفوت للْقِيَام بوظائف الْعِبَادَات الْفَرْضِيَّة والنفلية وشوش التَّرْتِيب فِي التَّفْسِير لِأَن الْإِنْسَان فِي نَهَاره يكذب ويغضب ثمَّ يخْتم بِالنَّوْمِ فَيصير كالجيفة الملقاة (هَب عَن أنس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف) //
(ان للشَّيْطَان مصالي) هِيَ تشبه الشّرك جمع مصلاة وَأَرَادَ مَا يستفز بِهِ النَّاس من زِينَة الدُّنْيَا وشهواتها (وفخوخاً) جمع فخ آلَة يصاد بهَا (وَإِن) من (مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله تَعَالَى) أَي الطغيان عِنْد النِّعْمَة (وَالْفَخْر بعطاء الله) تَعَالَى أَي التعاظم على النَّاس (وَالْكبر على عباد الله) تَعَالَى أَي الترفع والتيه عَلَيْهِم (وَاتِّبَاع الْهوى) بِالْقصرِ (فِي غير ذَات الله) تَعَالَى فَهَذِهِ الْخِصَال أخلاقه ومصائده وفخوخه الَّتِي نصبها لبني آدم فَإِذا أَرَادَ الله تَعَالَى بِعَبْد هواناً خلى بَينه وَبَينه فَوَقع فِي شبكته فَكَانَ من الهالكين وَخص الْمَذْكُورَات لغلبتها على النَّوْع الإنساني (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن النُّعْمَان بن بشير) الْأنْصَارِيّ وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الْبَيْهَقِيّ وَفِيه إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش
(ان للشَّيْطَان لمة) بِفَتْح اللَّام وَشد الْمِيم قرباً واتصالاً (بِابْن آدم وللملك لمة) المُرَاد بهَا فيهمَا مَا يَقع فِي الْقلب بِوَاسِطَة الشَّيْطَان أَو الْملك (فَأَما لمة الشَّيْطَان فإيعاد مِنْهُ بِالشَّرِّ وَتَكْذيب بِالْحَقِّ) كَانَ الْقيَاس مُقَابلَة الشَّرّ بِالْخَيرِ وَالْحق بِالْبَاطِلِ لكنه أَتَى بِمَا يدل على أَن كل مَا جر إِلَى الشَّرّ فَهُوَ بَاطِل وَإِلَى الْخَيْر حق فَأثْبت كلا ضمنا (وَأما لمة الْملك فإيعاد بِالْخَيرِ وتصديق بِالْحَقِّ فَمن وجد ذَلِك) أَي إِلْمَام الْملك (فَليعلم أَنه من الله تَعَالَى) يَعْنِي مِمَّا يُحِبهُ ويرضاه (فليحمد الله) على ذَلِك (وَمن وجد الْأُخْرَى) لم يقل لمة الشَّيْطَان كَرَاهَة لتوالي ذكره على اللِّسَان (فليتعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان) تَمَامه ثمَّ قَرَأَ الشَّيْطَان يَعدكُم الْفقر ويأمركم بالفحشاء (ت ن حب عَن ابْن مَسْعُود) وَقَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن غَرِيب) //
(ان للصَّائِم عِنْد فطره لدَعْوَة مَا ترد) لِأَن الصَّوْم يكف شهواته فَإِذا تَركهَا صفا قلبه وتوالت عَلَيْهِ الْأَنْوَار فاستجيب لَهُ عِنْد الْإِفْطَار (هـ ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ قَالَ الْحَاكِم إِن كَانَ إِسْحَاق مولى زَائِدَة فقد روى لَهُ مُسلم وَإِن كَانَ ابْن أبي فَرْوَة فواه
(ان للطاعم) أَي من لم يصم نفلا (الشاكر) لله تَعَالَى على مَا أطْعمهُ (من الْأجر) أَي الثَّوَاب الأخروي (مثل مَا) أَي الْأجر الَّذِي (للصَّائِم الصابر) على الْجُوع والعطش (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَسكت عَلَيْهِ // (وَرَوَاهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا) //
(ان للقبر ضغطة) أَي ضيقا لَا ينجو مِنْهُ طالح وَلَا صَالح لَكِن الْكَافِر تدوم ضغطته بِخِلَاف الْمُؤمن وَالْمرَاد بِهِ التقاء جانبيه عَلَيْهِ (لَو كَانَ أحد ناجيا مِنْهَا نجا مِنْهَا سعد بن معَاذ) اذ مَا من اُحْدُ الا وَقد الم بخطيئة

الصفحة 337