كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)
تعرض لَهُ لانه بَان أَنه لَيْسَ مَقْدُورًا عَلَيْهِ وَالْمرَاد أَن من تلبس بِكَمَال الْإِيمَان علم أَنه قد فرغ مِمَّا أَصَابَهُ وأخطأه من خير وَشر (حم طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَن لكل شَيْء دعامة) بِالْكَسْرِ عمادا يقوم عَلَيْهِ ويستند إِلَيْهِ (ودعامة هَذَا الدّين الْفِقْه) أَي هُوَ عماد الْإِسْلَام وَالْمرَاد بالفقه علم الْحَلَال وَالْحرَام فَإِنَّهُ لَا تصح الْعِبَادَات والعقود وَغَيرهَا إِلَّا بِهِ وَقبل المُرَاد بِهِ فهم أسرار الْأَحْكَام فَإِن من علم عبد الله على بَصِيرَة من أمره وَبَيِّنَة من ربه فَعلم أس ذَلِك الْأَعْمَال (ولفقيه) بِفَتْح لَام التوكيد (وَاحِد أَشد على الشَّيْطَان من ألف عَابِد) لِأَن من فقه عَن الله أمره وَنَهْيه قمع الشَّيْطَان وأذله وقهره (هَب خطّ عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف خلف بن يحيى) //
(أَن لكل شَيْء سقالة) بسين وروى بصاد مهملتين أَي جلاء (وَأَن سقالة الْقُلُوب ذكر الله وَمَا من شي أنجى من عَذَاب الله) كَذَا فِي كثير من النّسخ لَكِن رَأَيْت نُسْخَة الْمُؤلف بِخَطِّهِ من عَذَاب بِالتَّنْوِينِ (من ذكر الله وَلَو أَن تضرب بسيفك حَتَّى يَنْقَطِع أَي فِي جِهَاد الْكفَّار وَلذَا قَالَ الْغَزالِيّ أفضل الْعِبَادَات الذّكر مُطلقًا (هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف سعيد بن سِنَان) //
(أَن لكل شَيْء سناما) رفْعَة وعلوا مستعار من سَنَام الْبَعِير (وَأَن سَنَام الْقُرْآن سُورَة الْبَقَرَة من قَرَأَهَا فِي بَيته) أَي فِي مَحل سكنه بَيْتا أَو غَيره وَذكر الْبَيْت غالي (لَيْلًا) أَي فِي اللَّيْل (لم يدْخلهُ الشَّيْطَان) نكره دفعا لتوهم إِرَادَة إِبْلِيس وَحده (ثَلَاث لَيَال) أَي مُدَّة ثَلَاث لَيَال (وَمن قَرَأَهَا فِي بَيته نَهَارا لم يدْخلهُ شَيْطَان ثَلَاثَة أَيَّام) لِأَن مقصودها الإخاطة القيومية وَذَلِكَ فِي آيَة الْكُرْسِيّ تَصْرِيحًا وَفِي سائرها الأحة (ع طب حب هَب عَن سهل بن سعد) // (ضَعِيف لضعف خَالِد الْخُزَاعِيّ) //
(أَن لكل شَيْء شرفا) أَي رفْعَة (وَأَن أشرف الْمجَالِس مَا اسْتقْبل بِهِ الْقبْلَة) فَينْدب الْمُحَافظَة على استقبالها فِي غير قَضَاء الْحَاجة وَنَحْوه مَا أمكن سِيمَا عِنْد الْأَذْكَار ووظائف الطَّاعَات (طب ك عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد واه بل قيل مَوْضُوع) //
(أَن لكل شَيْء شرة) بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَالتَّشْدِيد أَي حرصا على الشَّيْء ونشاطا ورغبة فِي الْخَيْر أَو الشَّرّ (وَلكُل شرة فَتْرَة) أَي وَهنا وضعفا وسكونا (فَإِن شَرْطِيَّة (صَاحبهَا سدد وقارب) أَي جعل صَاحب الشرة عمله متوسطاً وتجنب طرفِي أفراط الشرة وتفريط الفترة (فارجوه) أَي ارجو الْفَلاح مِنْهُ فَإِنَّهُ يُمكنهُ الدَّوَام على الْوسط وَأحب الْأَعْمَال إِلَى الله أدومها (وَأَن أُشير إِلَيْهِ بالأصابع) أَي اجْتهد وَبَالغ فِي الْعَمَل ليصير مَشْهُورا بِالْعبَادَة والزهد وَصَارَ مَشْهُورا مشار إِلَيْهِ (فَلَا تعدوه) أَي لَا تَعْتَدوا بِهِ وَلَا تحسبوه من الصَّالِحين لكَونه مرائياً وَلم يقل فَلَا ترجوه إِشَارَة إِلَى أَنه قد سقط وَلم يُمكنهُ تدارك مَا فرط (تَنْبِيه) قَالَ بَعضهم الْآدَمِيّ ذُو تركيب مُخْتَلف فِيهِ تضَاد وتغاير فَهُوَ مُتَرَدّد بَين الْعَامِل الْعلوِي والسفلي فَلذَلِك لَهُ حَظّ من الفتور عَن الصَّبْر على صرف الْحق فَلهَذَا كَانَ لكل عَامل فَتْرَة (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (حسن صَحِيح غَرِيب) //
(أَن لكل شَيْء قلباً) أَي لبا (وقلب الْقُرْآن يس) أَي خالصه الْمُودع فِيهِ الْمَقْصُود مِنْهُ لإحتواها مَعَ قصر نظمها وَصغر حجمها على الأيات الساطعة والبراهين القاطعة والعلوم المكنونة والمعاني الدقيقة والمواعيد الرغيبة والزواجر الْبَالِغَة والإشارات الباهرة والشواهد البديعة وَغير ذَلِك بِمَا لَو تدبره الْمُؤمن الْعَلِيم لصدر عَنهُ بِالرَّأْيِ الْعَظِيم (وَمن قَرَأَ يس كتب الله لَهُ) أَي قدر أَو أَمر الْمَلَائِكَة أَن تكْتب لَهُ (بِقِرَاءَتِهَا) ثَوَاب (قِرَاءَة الْقُرْآن عشر مَرَّات) أَي قدر ثَوَاب قِرَاءَته عشرا بِدُونِ سُورَة يس وَورد اثْنَتَيْ عشرَة مرّة
الصفحة 341