كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)

فِي عنق الدَّابَّة (شَيْطَانا) قيل لدلالته على أَصْحَابه بِصَوْتِهِ فَيكْرَه تَعْلِيق الجرس على الدَّوَابّ (د عَن عمر) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مَجَاهِيل
(أَن مغير الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (كمغير الْخلق) بِالْفَتْح (أَنَّك لَا تَسْتَطِيع أَن تغير خلقه حَتَّى تغير خلقه) وتغيير خلقه محَال فَكَذَا خلقه وتابى الطباع على النَّاقِل لَكِن هَذَا فِي الْخلق الجبلى لَا المكتسب (عدفر) وَكَذَا الطَّبَرَانِيّ (عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه بَقِيَّة عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش
(أَن مَفَاتِيح الرزق) أَي أَسبَابه (متوجهة نَحْو الْعَرْش) أَي جِهَته (فَينزل الله تَعَالَى على النَّاس أَرْزَاقهم على قدر نفقاتهم فَمن كثر كثر لَهُ وَمن قلل قلل لَهُ) أَي من وسع على عِيَاله وَنَحْوهم مِمَّن تلْزمهُ مؤنتهم أدر الله عَلَيْهِ من الرزق بِقدر ذَلِك وَمن قتر عَلَيْهِم قتر عَلَيْهِ قَالَ بعض العارفين إِذا علم الله من عبد جودا سَاق إِلَيْهِ أرزاق الْعباد لتصل إِلَيْهِم على يَده ويربح الْكَرِيم الثَّنَاء الْحسن فَمَا أَخذ أحد شيأ من رزق غَيره أبدا وَمَا مدح الله المؤثرين على أنفسهم إِلَّا لكَوْنهم وقواشح نُفُوسهم (قطّ فِي الْإِفْرَاد عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن ملكا موكلا بِالْقُرْآنِ فَمن قَرَأَ مِنْهُ سَيِّئًا لم يقومه) أَي لم ينْطق بِهِ على مَا يجب من رِعَايَة الْأَعْرَاب واللغة ووجوه القراآت الثَّابِتَة (قومه الْملك) أَي عدله (وَرَفعه) إِلَى الملا الْأَعْلَى قويما (أَبُو سعيد السماني) بِكَسْر السِّين وَشدَّة الْمِيم نِسْبَة إِلَى سعد السمانى الْحَافِظ الْمروزِي (فِي مشيخته و) أَمَام الدّين عبد الْكَرِيم (الرَّافِعِيّ) نِسْبَة إِلَى رَافع بن خديج الصَّحَابِيّ (فِي تَارِيخه) أَي تَارِيخ قزوين (عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن من الْبَيَان لسحرا) أَي أَن مِنْهُ لنوعا يحل من الْعُقُول والقلوب فِي التمويه مَحل السحر فَيقرب الْبعيد وَيبعد الْقَرِيب ويزين الْقَبِيح ويعظم الحقير فَكَأَنَّهُ سحر وَذَا قَالَه حِين وَفد رجلَانِ فخطبا ببلاغة وفصاحة فأعجب النَّاس بهما (مَالك حم خَ دت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أَن من الْبَيَان سحر أَوَان من الشّعْر حكما) بِكَسْر فَفتح جمع حِكْمَة أَي قولا صَادِقا مطابقاً للْوَاقِع مُوَافقا للحق وَذَلِكَ مَا مِنْهُ من المواعظ وذم الدُّنْيَا والتحذير من غرورها وَنَحْو ذَلِك وجنس الشّعْر وَإِن كَانَ مذموماً لَكِن مِنْهُ مَا يحمد لإشتماله على الْحِكْمَة (حم دعن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أَن من الْبَيَان سحرًا) أَي أَن بعض الْبَيَان سحر لِأَن صَاحبه يُوضح الْمُشكل ويكشف عَن حَقِيقَته بحنس بَيَانه فيستميل الْقُلُوب كَمَا تستمال بِالسحرِ وَقَالَ بَعضهم لما كَانَ فِي الْبَيَان من إبداع التَّرْكِيب وغرابة التَّأْلِيف مَا يجذب السّمع ويخرجه إِلَى حد يكَاد يشْغلهُ عَن غَيره شبهه بِالسحرِ الحقيقى وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ السحر الْحَلَال (وَأَن من الْعلم جهلا) لكَونه علما مذموما وَالْجهل بِهِ خير مِنْهُ (وَأَن من الشّعْر حكما) أكدها وَفِيمَا مربان وَفِي بعض الرِّوَايَات بِاللَّامِ ردا على من أطلق كَرَاهَة الشّعْر فَأَشَارَ إِلَى أَن حسنه حسن وقبيحه قَبِيح (وَأَن من القَوْل عيالا) أَي ملالا فالسا مَعَ أما عَالم فيمل أَو جَاهِل فَلَا يفهم فيسأم وَهُوَ من عَال العالة يعيل عيلا وعيالا بالتفح إِذا لم يدر أَي جِهَة يبغيها كَأَنَّهُ لم يهتد لمن يطْلب عمله فيعرضه على من لَا يُريدهُ (دعن بُرَيْدَة) بن الْحصيب وَفِي إِسْنَاده من يجهل
(أَن من التَّوَاضُع لله الرِّضَا بالدون) أَي الْأَقَل (من شرف الْمجَالِس) فَمن أدب نَفسه حَتَّى رضيت مِنْهُ بِأَن يجلس حَيْثُ انْتهى بِهِ الْمجْلس فَازَ بِخَط وافر من التَّوَاضُع (طس هَب عَن طَلْحَة) بن عبيد الله وَرَوَاهُ غَيرهمَا عَنهُ أَيْضا // (وَإِسْنَاده حسن) //
(أَن من الْجفَاء) أَي الْأَعْرَاض عَن الصَّلَاة أَو الْأَعْمَال الْمُوجبَة لذَلِك وَأَصله الوحشة بَين المجتمعين ثمَّ تجوز بِهِ لما]

الصفحة 345