كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)
أَي جهلا وعجزاً وأتعاباً (وعورة) أَي نقصا وقبحاً (فكفوا) أَيهَا الرِّجَال القوامون عَلَيْهِنَّ (عَلَيْهِنَّ بِالسُّكُوتِ) أَي بِالضَّرْبِ صفحاً عَن كلامهن ورد جوابهن عَن كل مَا سَأَلته (وواروا عوراتهن بِالْبُيُوتِ) أَي استروا عوراتهن بإمساكهن فِي بُيُوتهنَّ ومنعهن من الْخُرُوج وَلَا تسكوهن الغرف كَمَا فِي حَدِيث (عق عَن أنس) ثمَّ قَالَ إِنَّه غير مَحْفُوظ بل قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع
(إِن من أحبكم إِلَيّ أحسنكم أَخْلَاقًا) أَي أَكْثَرَكُم حسن خلق لِأَن حسن الْخلق يحمل على التَّنَزُّه عَن الْعُيُوب والذنُوب والتحلي بمكارم الْأَخْلَاق من الصدْق وَحسن الْمُعَامَلَة وَالْعشرَة وَغير ذَلِك (خَ عَن ابْن عَمْرو
ان من إجلال الله) أَي تبجيله وتعظيمه (إكرام ذِي أَي صَاحب (الشيبة الْمُسلم) بتوقيره فِي الْمجَالِس والرفق بِهِ والشفقة عَلَيْهِ وَنَحْو ذَلِك (وحامل الْقُرْآن) أَي حافظه (غير الغالي فِيهِ) بغين مُعْجمَة أَي غير المتجاوز الْحَد فِي الْعَمَل بِهِ وتتبع مَا خَفِي مِنْهُ واشتبه عَلَيْهِ من مَعَانِيه وَفِي حُدُود قِرَاءَته ومخارج حُرُوفه (والجافي عَنهُ) أَي التارك لَهُ الْبعيد عَن تِلَاوَته وَالْعَمَل بِمَا فِيهِ (وإكرام ذِي السُّلْطَان المقسط) بِضَم الْمِيم الْعَادِل فِي حكمه (د عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان من إجلالي) أَي تعظيمي وَأَدَاء حَقي (توقير الشَّيْخ من أمتِي) بنظير مَا مرّ (خطّ فِي الْجَامِع عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(ان من اقتراب السَّاعَة أَن يُصَلِّي خَمْسُونَ نفسا) بِسُكُون الْفَاء أَي إنْسَانا وَالنَّفس اسْم لجملة الْحَيَوَان الَّذِي قوامه بِالنَّفسِ (لَا تقبل لأحد مِنْهُم صَلَاة) لقلَّة الْعلم وَغَلَبَة الْجَهْل حَتَّى لَا يجد النَّاس من يعلمهُمْ أَحْكَام الصَّلَاة الَّتِي هِيَ عماد الدّين (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي) كتاب (الْفِتَن عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِن من أربى الرِّبَا) أَي أَكْثَره وبالاً وأشده تَحْرِيمًا (الاستطالة فِي عرض الْمُسلم) أَي احتقاره والترفع عَلَيْهِ والوقيعة فِيهِ بِنَحْوِ قذف أَو سبّ لِأَن الْعرض أعز على النَّفس من المَال وَنبهَ بقوله (بِغَيْر حق) على حل اسْتِبَاحَة الْعرض فِي مَوَاضِع مَخْصُوصَة كجرح الشَّاهِد وَذكر مساويء الْخَاطِب (حم د عَن سعيد بن زيد) // (بِإِسْنَاد قوي) //
(ان من أسرق السراق) أَي من أَشَّدهم سَرقَة (من يسرق لِسَان الْأَمِير) أَي يغلب عَلَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُ يصير لِسَانه بِيَدِهِ (وَإِن من أعظم الْخَطَايَا من اقتطع) أَي أَخذ مَال امرىء مُسلم بِغَيْر حق) بِنَحْوِ جحد أَو غصب أَو سَرقَة أَو يَمِين فاجرة وَذكر الْمُسلم للْغَالِب فَمن لَهُ ذمَّة أَو عهدا أَو أَمَان كَذَلِك (وَإِن من الْحَسَنَات عِيَادَة) بمثناة تحتية (الْمَرِيض) أَي زيارته فِي مَرضه وَلَو أَجْنَبِيّا (وَإِن من تَمام عيادته أَن تضع يدك عَلَيْهِ) أَي على أَي شَيْء من جسده كجبهته أَو يَده أَو المُرَاد مَوضِع الْعلَّة (وتسأله كَيفَ هُوَ) أَي عَن حَاله فِي مَرضه وتتوجع لَهُ وَتَدْعُو لَهُ (وَأَن من أفضل الشفاعات أَن تجمع بَين اثْنَيْنِ) ذكر وَأُنْثَى (فِي نِكَاح) لَا سِيمَا المتحابين (حَتَّى تجمع بَينهمَا) حَيْثُ وجدت الْكَفَاءَة وَغلب على الظَّن أَن فِي اتصالهما خيرا (وَأَن من لبسة الْأَنْبِيَاء) بِكَسْر اللَّام وَضمّهَا أَي مِمَّا يلبسونه ويرضون لبسه (الْقَمِيص قبل السَّرَاوِيل) يَعْنِي يهتمون بتحصيله ولبسه قبله لِأَنَّهُ يستر جَمِيع الْبدن فَهُوَ أهم مِمَّا يستر أَسْفَله فَقَط وَفِيه أَن السَّرَاوِيل من لِبَاس الْأَنْبِيَاء (وَأَن مِمَّا يُسْتَجَاب بِهِ عِنْد الدُّعَاء العطاس) من الدَّاعِي أَو غَيره يَعْنِي مقارنته للدُّعَاء فيستدل بهَا على استجابته (طب عَن أبي رهم) واسْمه أحزاب بن أسيد (السمعي) نِسْبَة إِلَى السّمع بن مَالك وَرِجَاله ثِقَات
(إِن من أَخْلَاق الْمُؤمن) أَي الْكَامِل (قُوَّة فِي دين) أَي طَاقَة عَلَيْهِ وقياماً
الصفحة 347