كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)
بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة (تَعْجِيل فطره) إِذا كَانَ صَائِما بِأَن يوقعه عقب تحقق الْغُرُوب (وَتَأْخِير سحوره) إِلَى قبيل الْفجْر بِحَيْثُ لَا يُوقع التَّأْخِير فِي شكّ فهما سنتَانِ مؤكدتان (ص عَن مَكْحُول) الدِّمَشْقِي (مُرْسلا) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(ان مِمَّا أدْرك النَّاس) أَي الْجَاهِلِيَّة وَيجوز رفع النَّاس على أنّ عَائِد مَا مَحْذُوف ونصبه على أَن الْعَائِد ضمير الْفَاعِل لَكِن الرِّوَايَة بِالرَّفْع (من كَلَام النُّبُوَّة الأولى) أَي مِمَّا اتّفق عَلَيْهِ شرائع الْأَنْبِيَاء (إِذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْت) فَإنَّك مَجْزِي بِهِ فَهُوَ أَمر تهديد لتاركه أَو أَرَادَ الْخَبَر يَعْنِي عدم الْحيَاء يُوجب ذَلِك أَو غير ذَلِك (حم خَ ده عَن ابْن مَسْعُود حم عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان
(ان مِمَّا يلْحق الْمُؤمن) عبر عَن إِشَارَة إِلَى أَن ثمَّ خِصَالًا أُخْرَى تلْحقهُ (من عمله وحسناته بعد مَوته علما نشره وَولدا صَالحا) أَي مُسلما (تَركه) أَي خَلفه بعده يَدْعُو لَهُ (ومصحفاً ورّثه) بِالتَّشْدِيدِ أَي خَلفه لوَارِثه ليقْرَأ فِيهِ (أَو مَسْجِدا بناه) لله تَعَالَى لَا لرياء أَو سمعة (أَو بَيْتا لِابْنِ سَبِيل بناه) يَعْنِي خَانا تنزل فِيهِ الْمَارَّة من الْمُسَافِرين لنَحْو جِهَاد أَو حج (أَو نَهرا أجتراه) أَي حفره وأجرى المَاء فِيهِ (أَو صَدَقَة أخرجهَا من مَاله) الَّذِي يملكهُ بِخِلَاف نَحْو الْمَغْصُوب من كل مَأْخُوذ بِغَيْر وَجه شَرْعِي (فِي صِحَّته وحياته) وَهُوَ يؤمل الْبَقَاء وَيخَاف الْفقر (تلْحقهُ من بعد مَوته) أَي هَذِه الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة يجْرِي على الْمُؤمن ثَوَابهَا ويتجدد من بعد مَوته فَإِذا مَاتَ انْقَطع عمله إِلَّا مِنْهَا وَلَا يُنَافِي مَا ذكر هُنَا الْحصْر الْمَذْكُور فِي الحَدِيث الْمَار إِذا مَاتَ ابْن آدم انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاث فَإِن الْمَذْكُورَات تندرج فِي تِلْكَ الثَّلَاث لِأَن الصَّدَقَة الْجَارِيَة تَشْمَل الْوَقْف وَالنّهر والبئر وَالنَّخْل وَالْمَسْجِد والمصحف فَيمكن ردّ جَمِيع مَا فِي الْأَحَادِيث إِلَى تِلْكَ الثَّلَاث وَلَا تعَارض (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان من معادن التَّقْوَى) أَي أُصُولهَا (تعلمك) من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة (إِلَى مَا قد علمت) مِنْهَا (علم مَا لم تعلم) وَلَا تقنع بِمَا علمت فَإِن القناعة بِهِ زهد فِي غَيره والزهد فِيهِ ترك وَالتّرْك لَهُ جهل ولأنّ للعلوم مدَاخِل تُفْضِي إِلَى حقائقها وللحقائق مَرَاتِب فَمن أصُول التَّقْوَى الترقي فِي تعلمهَا (وَالنَّقْص فِيمَا قد علمت قلَّة الزِّيَادَة فِيهِ) أَي وَقلة زِيَادَة الْعلم نقص لَهُ لِأَن الْإِنْسَان معرض للنسيان فَإِذا لم يزدْ فِيهِ نقص بِسَبَب ذَلِك (وَإِنَّمَا يزهد) بِضَم أَوله وشدّة الْهَاء وَكسرهَا (الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان (فِي علم مَا لم يعلم قلّة الِانْتِفَاع مِمَّا قد علم) لِأَنَّهُ لَو انْتفع بِهِ حلا لَهُ العكوف عَلَيْهِ وَصرف نفائس الْأَوْقَات إِلَيْهِ (خطّ عَن جَابر) // (ضَعِيف لضعف ياسين بن معَاذ) //
(ان من مُوجبَات الْمَغْفِرَة) أَي من أَسبَاب ستر الذُّنُوب وَعدم الْمُؤَاخَذَة بهَا (بذل السَّلَام) أَي إفشاءه بَين النَّاس (وَحسن الْكَلَام) أَي الأنة القَوْل للإخوان واستعطافهم مداراة لَا مداهنة وَالْمرَاد الصَّغَائِر قِيَاسا على النَّظَائِر (طب عَن هانىء) بِكَسْر النُّون (بن يزِيد) أبي شُرَيْح الْأنْصَارِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله دلَّنِي على عمل يدخلني الْجنَّة فَذكره // (وَإِسْنَاده جيد) // (
ان من مُوجبَات الْمَغْفِرَة إدخالك السرُور) أَي الْفَرح والبشر (على أَخِيك الْمُسلم) بِنَحْوِ بِشَارَة بِإِحْسَان أَو إتحاف بهدية أَو تفريج كرب عَن نَحْو مُعسر أَو إنقاذ مُحْتَرم من ضَرَر وَنَحْو ذَلِك لِأَن الْخلق كلهم عِيَال الله وأحبهم إِلَيْهِ أنفعهم لِعِيَالِهِ وَمن أحبه غفر لَهُ (طب عَن الْحسن بن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان من نعْمَة الله على عَبده أَن يُشبههُ وَلَده) أَي خلقا لِئَلَّا يستريب أحد فِي نسبه وخلقاً لِأَن الطباع إِذا اخْتلفت والأخلاق إِذا تباينت وَقع التقاطع والتعادي (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن إِبْرَاهِيم) بن يزِيد (النَّخعِيّ) بِفَتْح النُّون الْمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة
الصفحة 351