كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)
الدَّار (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(ان هَذِه النَّار) الْمشَار إِلَيْهَا النَّار الَّتِي يخْشَى انتشارها (إِنَّمَا هِيَ عَدو لكم) يَا بني آدم (فَإِذا نمتم) أَي أردتم النّوم (فاطفئوها عَنْكُم) بِحَيْثُ يُؤمن إضرارها وَالْجَار وَالْمَجْرُور مُتَعَلق بِمَحْذُوف أَي متجاوزاً أضرارها عَنْكُم (ق هـ عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ قَالَ احْتَرَقَ بَيت بِالْمَدِينَةِ فحدّث بِهِ النَّبِي فَذكره
(ان هَذِه الْقُلُوب أوعية) أَي حافظة متدبرة مَا يرد عَلَيْهَا (فَخَيرهَا أوعاها) أَي أحفظها للخير (فَإِذا سَأَلْتُم الله فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُم واثقون بالإجابة) مِنْهُ تَعَالَى (فَإِن الله تَعَالَى لَا يستجيب دُعَاء من دَعَا عَن ظهر قلب غافل) بغين مُعْجمَة أَي لاه تَارِك للاهتمام وَجمع الهمة للدُّعَاء وَلَفظ الظّهْر مقحم (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف بشر بن مَيْمُون
(ان يَوْم الْجُمُعَة يَوْم عيد وَذكر) لله عز وَجل أَي جعله الله تَعَالَى عيداً للْمُؤْمِنين يَجْتَمعُونَ فِيهِ لعبادته متفرغين من أشغال الدُّنْيَا (فَلَا تجْعَلُوا يَوْم عيدكم يَوْم صِيَام) أَي لَا تخصوه بصيام من بَين الْأَيَّام لِأَن الْعِيد لَا يصام فِيهِ (وَلَكِن اجعلوه يَوْم) فطر وَذكر) لله (إِلَّا أَن تخلطوه بأيام) بِأَن تَصُومُوا يَوْمًا قبله وَيَوْما بعده فَإِنَّهُ لَا يكره صَوْمه فإفراده بِصَوْم نفل مَكْرُوه تَنْزِيها فَإِن قيل إِذا كَانَ الْعِيد لَا يصام فِيهِ فَكيف إِذن فِي صِيَامه مَعَ غَيره فَالْجَوَاب عَن ذَلِك من أوجه أَصَحهَا كَمَا قَالَه ابْن الْقيم أَن شبهه بالعيد لَا يسْتَلْزم استواءه مَعَه من كل جِهَة وَمن صَامَ مَعَه غَيره انْتَفَت عَنهُ صُورَة التَّحَرِّي بِالصَّوْمِ (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان يَوْم الثُّلَاثَاء يَوْم الدَّم) أَي يَوْم غلبته على الْبدن أَو يَوْم كَانَ الدَّم فِيهِ يَعْنِي قتل ابْن آدم إخاه فِيهِ (وَفِيه سَاعَة) أَي لَحْظَة (لَا يرفأ) بِالْقَافِ أَي لَا يَنْقَطِع الدَّم لَو احْتجم أَو افتصد فِيهَا فَيهْلك بِهِ الْإِنْسَان وأخفيت هَذِه السَّاعَة لتترك الْحجامَة فِيهِ كُله خوف مصادفتها (د عَن أبي بكرَة) بِالتَّحْرِيكِ // (وَإِسْنَاده لين لَكِن لَهُ شَوَاهِد وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ) //
(انا) بِالتَّشْدِيدِ أَي الْعَرَب (أمة) جمَاعَة عرب (أُميَّة) باقون على مَا ولد ثَنَا عَلَيْهِ أمهاتنا من عدم الْكِتَابَة (لَا نكتب) أَي لَا يكْتب فِينَا إِلَّا النَّادِر (وَلَا نحسب) بِضَم السِّين لَا نَعْرِف حِسَاب النُّجُوم وتسييرها بل عَملنَا مُعْتَبر بِرُؤْيَة الْهلَال فَإنَّا نرَاهُ مرّة لتسْع وَعشْرين وَمرَّة لثلاثين وَفِي الإناطة بذلك رفع للْحَرج (ق د ن عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(انا لن) وَفِي رِوَايَة لَا وَفِي أُخْرَى أَنا وَالله لَا (نستعمل على عَملنَا) أَي الْإِمَارَة وَالْحكم بَين النَّاس (من أَرَادَهُ) لِأَن إِرَادَته والحرص عَلَيْهِ مَعَ الْعلم بِكَثْرَة آفاته آيَة أَنه يَطْلُبهُ لأغراضه فتكره إِجَابَة من طلب ذَلِك (حم ق دن عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(انا لَا نقبل أَي لَا نجيب بِالْقبُولِ (شَيْئا) يهدى إِلَيْنَا (من الْمُشْركين) يَعْنِي الْكَافرين وَمحل هَذَا إِذا لم يرج إِسْلَام الْكَافِر بِهِ أَو تألفه وَعَلِيهِ حمل قبُوله هَدِيَّة الْمُقَوْقس وَنَحْوه وَالْقَوْل بِأَن حَدِيث الرَّد نَاسخ لحَدِيث الْقبُول ردّ بِالْجَهْلِ بالتاريخ (حم ك عَن حَكِيم بن حزَام) بِفتْحَتَيْنِ وَرِجَاله ثِقَات
(انا لَا نستعين) فِي أُمُور الْجِهَاد من نَحْو قتل واستيلاء لَا اسْتِخْدَام (بمشرك) أَي لَا نطلب مِنْهُ المعونة فِي ذَلِك إِلَّا لحَاجَة متأكدة كَانَ لعمر رَضِي الله عَنهُ مَمْلُوك رومي اسْمه وثيق وَكَانَ أَمينا فَكَانَ يَقُول لَهُ أسلم اسْتَعِنْ بك على أَمَانَة الْمُسلمين فيأبى فَيَقُول لَهُ إِنَّا لَا نستعين على أمانتهم بِمن لَيْسَ مِنْهُم فَلَمَّا احْتضرَ عمر أعْتقهُ (حم د هـ عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(إِنَّا لَا نستعين) فِي الْقِتَال وَنَحْوه (بالمشركين على الْمُشْركين) عِنْد عدم الْحَاجة وَهَذَا قَالَه لِمُشْرِكٍ لحقه لِيُقَاتل مَعَه ففرح بِهِ الْمُسلمُونَ لشجاعته فردّه ثمَّ ذكره (حم تخ عَن خبيب) بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَوهم من قَالَ بِمُهْملَة - هوامش قَوْله بِفتْحَتَيْنِ صَوَابه بِكَسْر الْحَاء
الصفحة 354