كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)
وَفتح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة (ابْن يسَاف) بمثناة تحتية فمهملة ففاء ابْن عنبة بن عَمْرو الخزرجي الْمدنِي
(إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء) بِالنّصب على الِاخْتِصَاص أَو الْمَدْح والمعشر الطَّائِفَة الَّذين يشملهم وصف (تنام أَعيننَا وَلَا تنام قُلُوبنَا) بل هِيَ دائمة الْيَقَظَة وَلَا تعتريها غَفلَة فَلَا ينْتَقض طهرهم بِالنَّوْمِ وَإِنَّمَا قَامَ فِي قصَّة الْوَادي عَن الصُّبْح حَتَّى طلعت الشَّمْس لِأَن رؤيتها وَظِيفَة بصرية أَو صرف الْقلب عَنهُ للتشريع (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن عَطاء) بن أبي رَبَاح (مُرْسلا
إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء أمرنَا) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي أمرنَا الله (أَن نعجل إفطارنا) من الصَّوْم بِأَن نوقعه عِنْد تحقق الْغُرُوب وَلَا نؤخره لاشتباك النُّجُوم (ونؤخر سحورنا) بِالضَّمِّ نقر بِهِ من الْفجْر جدا مَا لم يُوقع التَّأْخِير فِي شكّ (وَنَضَع أَيْمَاننَا) أَي أَيْدِينَا الْيُمْنَى (على شَمَائِلنَا) فويق السُّرَّة (فِي الصَّلَاة) بِأَن نقبض بكف الْيُمْنَى على كوع الْيُسْرَى وَبَعض الساعد باسطاً أصابعها فِي عرض الْمفصل أَو ناشراً صوب الساعد وَالْأَمر للنَّدْب (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(انا معشر الْأَنْبِيَاء يُضَاعف علينا الْبلَاء) أَي يُزَاد وَلَيْسَ محصوراً فِي الْوَاحِد وَذَلِكَ لعَظيم محبَّة الله لَهُم لِأَنَّهُ تَعَالَى إِذا أحب قوما ابْتَلَاهُم ويتضاعف الْبلَاء على حسب دَرَجَات الْمحبَّة (طب عَن فَاطِمَة) أَو خَوْلَة (أُخْت حُذَيْفَة) قَالَ أَتَيْنَا الْمُصْطَفى نعوده فَإِذا شن مُعَلّق نَحوه يقطر مَاؤُهُ فِيهِ من شدّة الْحمى فَقُلْنَا لَو دَعَوْت الله فشفاك فَذكره // (وَإِسْنَاده حسن) //
(إِنَّا آل مُحَمَّد) بِالنّصب بَاعَنِي أَو أخص وَلَيْسَ بمرفوع على أَنه خبران وَالْمرَاد مؤمنوا بني هَاشم وَالْمطلب (لَا تحل لنا الصَّدَقَة) لِأَنَّهَا طهرة وفضول تعافها أهل الرتب الْعلية وَعرفهَا ليُفِيد أَن المُرَاد الزَّكَاة أما النَّفْل فَيحل لَهُم دونهَا عِنْد الشَّافِعِي وَأحمد (حم حب عَن الْحُسَيْن بن عَليّ) وَرِجَاله ثِقَات (إِنَّا نهينَا) نهى تَحْرِيم والناهي هُوَ الله (أَن ترى عوراتنا) ضمير الْجمع يُؤذن أَن المُرَاد هُوَ والأنبياء أَو هُوَ وَأمته وَالثَّانِي أولى (ك عَن جَبَّار) بجيم مَفْتُوحَة وموحدة تحتية وَرَاء وَأَخْطَأ من قَالَ حبَان (بن صَخْر) وصحف من قَالَ ابْن ضَمرَة وَهُوَ الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ
(انك) يَا جرير بن عبد الله (امْرُؤ قد حسن الله خلقك) بِفَتْح فَسُكُون (فَأحْسن خلقك) بِضَمَّتَيْنِ أَي مَعَ الْخلق بتصفية النَّفس عَن ذميم الْخلال وقبيح الْخِصَال وبصحبة أهل الْأَخْلَاق الْحَسَنَة (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن جرير) وَفِيه كَمَا قَالَ الْعِرَاقِيّ // (ضعف أَي مُحْتَمل) //
(إِنَّك كَالَّذي قَالَ الأول اللَّهُمَّ ابغني) بِهَمْزَة وصل أَمر من الْبغاء أَي أطلب وبهمزة قطع أمره من الإبغاء أَي أَعنِي على الطّلب (حبيبا هُوَ أحب إِلَيّ من نَفسِي) قَالَه لسَلمَة بن الْأَكْوَع وَكَانَ أعطَاهُ ترساً ثمَّ رَآهُ مُجَردا عَنهُ وَقَالَ لَقِيَنِي عمي فرأيته أعزل فأعطيته إِيَّاهَا وَقَوله الأول بدل من الَّذِي أَي كَالْأولِ أَي كَالَّذي مضى فِيمَن مضى قَائِلا اللَّهُمَّ الخ (م عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع
انكم تدعون يَوْم الْقِيَامَة بأسمائكم وَأَسْمَاء آبائكم) لِأَن الدُّعَاء بِالْآبَاءِ أَشد فِي التَّعْرِيف وأبلغ فِي التَّمْيِيز وَخبر أَنهم يدعونَ بأسماء أمهاتهم // (ضَعِيف فَلَا يُعَارض الصَّحِيح) // (فَأحْسنُوا أسماءكم) أَي أَسمَاء أَوْلَادكُم وأقاربكم وخدمكم وأرقائكم لما ذكر وَفِيه ندب تَحْسِين الِاسْم (حم د عَن أبي الدَّرْدَاء) // (وَإِسْنَاده جيد) // كَمَا فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء وَغَيره على التنزل يحمل الأول على صَحِيح النّسَب وَالثَّانِي على خِلَافه
(إِنَّكُم تتمون سبعين أمة) أَي يتم الْعدَد بكم سبعين وَيحْتَمل أَنه للتكثير (أَنْتُم خَيرهَا وَأَكْرمهَا على الله) بِنَصّ قَوْله تَعَالَى كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس وَقد ظهر هَذَا الْإِكْرَام فِي أَخْلَاقهم وأعمالهم وتوحيدهم ومقامهم فِي الْموقف ومنازلهم
الصفحة 355