كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)

مَا أمكن (حم د ك هَب عَن سهل) ضد الصعب (بن الحنظلية) وَهِي أمه قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(انكم مصبحو) بميم مَضْمُومَة (عَدوكُمْ) أَي توافونه صباحاً (وَالْفطر أقوى لكم) على قتال الْعَدو (فأفطروا) قَالَه حِين دنا من مَكَّة لِلْفَتْحِ فأفطروا قَالَ أَبُو سعيد فَكَانَت عَزِيمَة ثمَّ نزلنَا منزلا آخر فمنا من أفطر وَمنا من صَامَ فَكَانَت رخصَة (حم م عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(انكم لن تدركوا) أَي تحصلوا (هَذَا الْأَمر بالمغالبة) المُرَاد أَمر الدّين فَإِن الدّين متين لَا يغالبه أحد إِلَّا غَلبه فأوغلوا فِيهِ بِرِفْق (ابْن سعد) فِي طبقاته (حم هَب عَن ابْن الأدرع) بدال مُهْملَة واسْمه سلم أَو محجن وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح
(انكم) أَيهَا الصحب (فِي زمَان) متصف بالأمن وَعز الْإِسْلَام (من ترك مِنْكُم) فِيهِ (عشر مَا أَمر بِهِ) من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر (هلك) وَقع فِي الْهَلَاك لِأَن الدّين عَزِيز وَفِي أنصاره كَثْرَة فالترك تَقْصِير فَلَا عذر (ثمَّ يَأْتِي زمَان) بِضعْف فِيهِ الْإِسْلَام وَيكثر الظُّلم ويعم الْفسق ويقل أنصار الدّين وَحِينَئِذٍ (من عمل مِنْهُم) أَي من أهل ذَلِك الزَّمن (بِعشر مَا أَمر بِهِ نجا) لِأَنَّهُ الْمَقْدُور وَلَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (غَرِيب وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ واه) //
(إِنَّكُم لَا ترجعون إِلَى الله تَعَالَى) أَي لَا تعاودون مأدبة كرمه الْمرة بعد الْمرة (بِشَيْء أفضل مِمَّا خرج) أَي ظهر (مِنْهُ يَعْنِي الْقُرْآن) كَذَا هُوَ فِي خطّ المُصَنّف قَالَ البُخَارِيّ خُرُوجه مِنْهُ لَيْسَ كخروجه مِنْك إِن كنت تفهم وَقيل ضمير مِنْهُ يعود للْعَبد وَخُرُوجه مِنْهُ وجوده بِلِسَانِهِ مَحْفُوظًا بصدره مَكْتُوبًا بِيَدِهِ (حم فِي) كتاب (الزّهْد ت عَن جُبَير بن نفير مرسلات ك عَنهُ عَن أبي ذَر) قَالَ البُخَارِيّ // (وَلَا يَصح لإرساله وانقطاعه) //
(إِنَّكُم الْيَوْم) أَي الْآن وَأَنا بَين أظْهركُم (على دين) أَي متين عَظِيم كَامِل كَمَا يفِيدهُ التنكير وَفِي رِوَايَة على ديني (وَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم) أَي يَوْم الْقِيَامَة كَمَا فِي رِوَايَة (فَلَا تَمْشُوا) أَي ترجعوا (بعدِي) أَي بعد موتِي (الْقَهْقَرَى أَي إِلَى وَرَاء يَعْنِي لَا تكون وجهتكم وجهة الْمُؤمنِينَ وتخالفون إِلَى عمل آخر وَهَذَا تحذير من سلوك غير منهاجه (حم عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(إِنَّكُم لَا تسعون) بِفَتْح السِّين أَي لَا تطيقون أَن تعموا (النَّاس بأموالكم) أَي لَا يمكنكم ذَلِك (وَلَكِن ليسعهم مِنْكُم بسط الْوَجْه وَحسن الْخلق) يَعْنِي لَا تتسع أَمْوَالكُم لعطائهم فحسنوا أخلاقكم لصحبتهم فَإِن ذَلِك فِي إمكانكم فَلَا عذر لكم فِي تَركه (الْبَزَّار حل ك هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(انكم) أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ (لن تروا ربكُم عز وَجل) بأعينكم يقظة (حَتَّى تَمُوتُوا) فَإِذا متم رَأَيْتُمُوهُ فِي الْآخِرَة رُؤْيَة منزهة عَن الْكَيْفِيَّة أما فِي الدُّنْيَا يقظة فلغير الْأَنْبِيَاء مَمْنُوعَة ولبعض الْأَنْبِيَاء مُمكنَة فِي بعض الْأَحْوَال (طب فِي) كتاب (السّنة عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(انما الْأسود) من العبيد وَالْإِمَاء (لبطنه وفرجه) يَعْنِي اهتمام غَالب هَذَا النَّوْع لَيْسَ إِلَّا بهما فَإِن جَاع سرق وَإِن شبع زنى وَلَعَلَّ المُرَاد بهم الزنج لَا الْحَبَشَة وَلَا يُنَافِي هَذَا الْأَمر بشرائهم لِأَنَّهُ للْحَاجة (عق طب عَن أم أَيمن) // (بِإِسْنَاد واه لَا مَوْضُوع وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ) //
(إِنَّمَا الْأَعْمَال كالوعاء) أَي كظروف الْوِعَاء بِكَسْر الْوَاو وَاحِد الأوعية وَالْمرَاد أَن الْعَمَل يشبه الْإِنَاء المملوء (إِذا طَابَ أَسْفَله) أَي حسن وعذب أَسْفَل مَا فِيهِ من نَحْو مَائِع (طَابَ أَعْلَاهُ)) الَّذِي هُوَ مرئي (وَإِذا فسد أَسْفَله فسد أَعْلَاهُ) وَالْمَقْصُود بالتشبيه أَن الظَّاهِر عنوان الْبَاطِن (هـ عَن مُعَاوِيَة) بن أبي سُفْيَان // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِنَّمَا الإِمَام) الْأَعْظَم (جنَّة) بِضَم الْجِيم وقاية وترس بحمى بَيْضَة الْإِسْلَام (يُقَاتل بِهِ) بزنة الْمَجْهُول أَي

الصفحة 357