كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)

أَو كل مَا يتَوَصَّل بِهِ إِلَى اسْتِخْرَاج المغلقات الَّتِي يتَعَذَّر الْوُصُول إِلَيْهَا (وَاخْتصرَ لي الحَدِيث اختصاراً فَلَا يهلكنكم المتهوكون) أَي الَّذين يقعون فِي الامور بِغَيْر روية (هَب عَن أبي قلَابَة) بِكَسْر الْقَاف وَفتح اللَّام مُخَفّفَة وبموحدة واسْمه عبد الله بن زيد الْجرْمِي (مُرْسلا) أرسل عَن أبي هُرَيْرَة وَغَيره
(انما الدّين النصح أَبُو الشَّيْخ) الاصبهاني (فِي) كتاب (التوبيخ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(انما الْمجَالِس بالامانة) أَي ان الْمجَالِس الْحَسَنَة انما هِيَ المصحوبة بالامانة أَي كتمان مَا يَقع فِيهَا من التفاوض فِي الاسرار فَلَا يجوز لَاحَدَّ أَن يغشي على صَاحبه مَا يكره افشاؤه (أَبُو الشَّيْخ فِي التوبيخ عَن عُثْمَان وَعَن ابْن عَبَّاس
انما يتجالس المتجالسان) أَي الشخصان اللَّذَان يجلس أَحدهمَا إِلَى الآخر (بأمانة الله تَعَالَى) أَي انما يَنْبَغِي لَهما ذَلِك فانه من لَا أَمَانَة لَهُ لَا ايمان لَهُ كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيث (فَلَا يحل لاحدهما أَن يفشي على صَاحبه مَا يخَاف) من افشائه بِغَيْر اذنه فانه خِيَانَة وانه تَعَالَى لَا يحب الخائنين (أَبُو الشَّيْخ) فِي الثَّوَاب (عَن ابْن مَسْعُود) // (باسناد ضَعِيف) //
(انما الْعلم) أَي اكتسا بِهِ (بالتعلم) بِضَم اللَّام على الصَّوَاب ويروى بالتعليم أَي لَيْسَ الْعلم الْمُعْتَبر الا الْمَأْخُوذ عَن الانبياء وورثتهم بالتعلم مِنْهُم وَمَا يفِيدهُ الرياضة والمجاهدة إِنَّمَا هُوَ فهم يُوَافق الْأُصُول ويشرح الصُّدُور (وانما الْحلم بالتحلم) أَي تبعيث النَّفس وتنشيطها إِلَيْهِ (وَمن يتق) وَفِي رِوَايَة يتوق (الشَّرّ يوقه) بِضَم الْيَاء وَفتح الْقَاف من الْوِقَايَة (وَمن يتحر الْخَيْر يُعْطه) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي وَمن يجْتَهد فِي تَحْصِيل الْخَيْر يُعْطه الله تَعَالَى اياه وَمن جد وجد (قطّ فِي الافراد) والعلل (خطّ عَن أبي هُرَيْرَة) // (واسناده ضَعِيف) // (طس عَن ابي الدَّرْدَاء) وَفِي اسناده كَذَّاب
(ان الْخَاتم) بِكَسْر التَّاء وَفتحهَا الْحلقَة الَّتِي وضع فِي الاصبع (لهَذِهِ وَهَذِه يَعْنِي الْخِنْصر والبنصر) بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا فيهمَا أَي انما يَنْبَغِي للرجل لبسه فيهمَا لَا فِي غَيرهمَا من بَقِيَّة الاصابع لانه من شعار الحمقاء وَالنِّسَاء وَصرح النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم بِكَرَاهَة لبسه فِي غير الْخِنْصر (طب عَن ابي مُوسَى
انما أَنا بشر مثلكُمْ) خصني الله بِالْوَحْي والرسالة وَمَعَ ذَلِك (أمازحكم) أَي أداعبكم وأباسطكم لكنه لَا يَقُول فِي مزاحه الا الْحق كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث (ابْن عَسَاكِر عَن أبي جَعْفَر الخطمي) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطَّاء الْمدنِي (مُرْسلا) واسْمه عُمَيْر تَصْغِير عمر
(انما أَنا لكم) اللَّام للاجل أَي لاجلكم (بِمَنْزِلَة الْوَالِد) فِي تَعْلِيم مَا لَا بُد مِنْهُ فَكَمَا أَنه يعلم وَلَده الْأَدَب فَأَنا (أعلمكُم) مَا لكم وَعَلَيْكُم وَأَبُو الافادة أقوى من أبي الْولادَة قَالَ بَعضهم الْولادَة نَوْعَانِ الْولادَة الْمَعْرُوفَة وَهُوَ النّسَب وولادة الْقلب وَالروح واخراجهما من مشيمة النَّفس وظلمة الطَّبْع كالعالم يعلم الانسان وَللَّه در الْقَائِل
(من علم النَّاس ذَاك خير أَب ... ذَاك أَبُو الرّوح لَا أَبُو النطف)
(فاذا أَتَى أحدكُم الْغَائِط) أَي مَحل قَضَاء الْحَاجة (فَلَا يسْتَقْبل) بِعَين فرجه الْخَارِج مِنْهُ (الْقبْلَة) أَي الْكَعْبَة (وَلَا يستدبرها) ببول وَلَا غَائِط وجوبا فِي الصَّحرَاء وندبا فِي غَيرهَا (وَلَا يَسْتَطِيب) بِالْيَاءِ على مَا فِي عَامَّة النّسخ أَي لَا يستنجي (بِيَمِينِهِ) فَيكْرَه تَنْزِيها وَقيل تَحْرِيمًا فَهُوَ نهى بِلَفْظ الْخَبَر (حم دن هـ حب عَن أبي هُرَيْرَة) بالفاظ مُتَقَارِبَة
(انما أَنا عبد) أَي كَامِل فِي الْعُبُودِيَّة لله سمى نَفسه بذلك تَنْبِيها على أَنه مُخْتَصّ بِهِ منقاد لامره لَا يُخَالِفهُ فِي شَيْء وَكَمَال الْعُبُودِيَّة فِي الْحُرِّيَّة عَمَّا سوى الله وَهُوَ مُخْتَصّ بِهَذِهِ الْكَرَامَة (آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد) لَا كَمَا يَأْكُل

الصفحة 361