كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)
حَبل (إِن عَاهَدَ عَلَيْهَا) أَي احتفظ بهَا ولازمها (أمْسكهَا) أَي اسْتمرّ إِمْسَاكه لَهَا (وَإِن أطلقها ذهبت) أَي انفلتت وَخص الْمثل بِالْإِبِلِ لِأَنَّهَا أَشد الْحَيَوَان الأهلي نفوراً (مَالك حم ق ن هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(إِنَّمَا مثل الجليس الصَّالح وجليس السوء كحامل الْمسك) أَي وَإِن لم يكن صَاحبه (ونافخ الْكِير فحامل الْمسك إِمَّا أَن يحذيك) بجيم وذال مُعْجمَة أَي يعطيك (وَإِمَّا أَن تبْتَاع مِنْهُ وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا طيبَة) أَي أَنَّك إِن لم تظفر مِنْهُ بحاجتك كلهَا لم تعدم وَاحِدَة مِنْهَا إِمَّا الْإِعْطَاء أَو الشِّرَاء أَو اقتباس الرَّائِحَة (ونافخ الْكِير) بعكس ذَلِك وَذَلِكَ أَنه (إِمَّا أَن يحرق ثِيَابك) بِمَا تطاير من شرر الْكِير (وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا خبيثة) وَالْقَصْد بِهِ النَّهْي عَن مُخَالطَة من تؤذي مُجَالَسَته فِي دين أَو دنيا وَالتَّرْغِيب فِي مجالسة من تَنْفَع فيهمَا (ق عَن أبي مُوسَى
إِنَّمَا مثل صَوْم التَّطَوُّع مثل الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان الَّذِي (يخرج من مَاله الصَّدَقَة فَإِن شَاءَ أمضاها وَإِن شَاءَ حَبسهَا) فَيصح النَّفْل بنية من النَّهَار رَأْي قبل الزَّوَال وَالْفطر عِنْد الشَّافِعِي ويثاب من طُلُوع الْفجْر (ن هـ عَن عَائِشَة) قلت يَا رَسُول الله أهدي لَك حيس فَقَالَ أدنيه أما إِنِّي أَصبَحت وَأَنا صَائِم فَأكل فَذكره // (وَفِيه انْقِطَاع) //
(إِنَّمَا مثل الَّذِي يُصَلِّي وَرَأسه أَي وَشعر رَأسه (معقوص) أَي مَجْمُوع عَلَيْهِ (مثل الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مكتوف) أَي مشدود الْيَدَيْنِ إِلَى كَتفيهِ فِي الْكَرَاهَة تَنْزِيها (حم م طب عَن ابْن عَبَّاس
إِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ) من الْأُمَم أَي تسببوا فِي إهلاك أنفسهم بالْكفْر والابتداع (باختلافهم فِي الْكتاب) أَي الْكتب الْمنزلَة على أَنْبِيَائهمْ فَكفر بَعضهم بِكِتَاب بعض فهلكوا فَلَا تختلفوا أَنْتُم فِي الْكتاب وَأَرَادَ بالاختلاف مَا أوقع فِي شكّ أَو شُبْهَة أَو فتْنَة أَو شَحْنَاء أَو نَحْوهَا (م عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(إِنَّمَا هما قبضتان) تَثْنِيَة قَبْضَة وَهِي الْأَخْذ بِجَمِيعِ الْكَفّ (فقبضة فِي النَّار وقبضة فِي الْجنَّة) أَي أَنه سُبْحَانَهُ قبض قَبْضَة وَقَالَ هَذِه للنار وَلَا أُبَالِي وقبضة وَقَالَ هَذِه للجنة وَلَا أُبَالِي فَالْعِبْرَة بسابق الْقَضَاء الَّذِي لَا يقبل تغييراً وَلَا تبديلاً وَلَا يُنَافِيهِ خبر إِنَّمَا الْأَعْمَال بالخواتيم لِأَن ربطها بهَا لكَون السَّابِقَة غيبت عَنَّا فنيطت بِظَاهِر (حم طب عَن معَاذ) بن جبل
(إِنَّمَا هما اثْنَتَانِ الْكَلَام وَالْهدى فَأحْسن الْكَلَام) مُطلقًا (كَلَام الله) الْمنزل على رسله (وَأحسن الْهَدْي هدي مُحَمَّد) النَّبِي الْأُمِّي أَي سيرته وطريقته (أَلا) حرف استفتاح (وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور) أَي احْذَرُوا مَا أحدث على غير قانون الشَّرِيعَة (فَإِن شَرّ الْأُمُور محدثاتها) الَّتِي هِيَ كَذَلِك (وكل) خصْلَة (محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة أَلا لَا يطولن عَلَيْكُم الأمد) بدال مُهْملَة بِخَط الْمُؤلف فَمن جعله بالراء فقد حرّف (فتقسو قُلُوبكُمْ) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِين أُوتُوا الْكتاب من قبل فطال عَلَيْهِم الأمد فقست قُلُوبهم (أَلا إِن كل مَا هُوَ آتٍ قريب وَإِنَّمَا الْبعيد من لم يَأْتِ) فكأنكم بِالْمَوْتِ وَقد حضر (أَلا إِنَّمَا الشقي من شقي فِي بطن أمه) أَي من قدر الله عَلَيْهِ فِي أصل خلقته كَونه شقياً فشقي حَقِيقَة لَا من عرض لَهُ الشَّقَاء بعد وَهُوَ إِشَارَة لشقاء الْآخِرَة لَا الدُّنْيَا (والسعيد من وعظ بِغَيْرِهِ أَلا إِن قتال الْمُؤمن كفر) أَي يؤدّى إِلَيْهِ لشؤمه أَو كَفعل أهل الْكفْر أَو إِن اسْتحلَّ (وسبابه فسوق) أَي سبه خُرُوج عَن طَاعَة الله (وَلَا يحل لمُسلم أَن يهجر أَخَاهُ) فِي الدّين (فَوق ثَلَاث) من الْأَيَّام إِلَّا لمصْلحَة دينية (أَلا وَإِيَّاكُم وَالْكذب فَإِن الْكَذِب لَا يصلح بالجد وَلَا بِالْهَزْلِ) أَي احْذَرُوا الْكَذِب المضر (وَلَا يعد الرجل صَبِيه) يَعْنِي طِفْله ذكرا أَو أُنْثَى (فَلَا يَفِي لَهُ) أَي لَا يَنْبَغِي ذَلِك وَالْمَرْأَة كَذَلِك
الصفحة 364