كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)

كبر مقتاً عِنْد الله أَن تَقولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (وان الْكَذِب يهدي إِلَى الْفُجُور) أَي يجر الى الْميل عَن الاسْتقَامَة والانبعاث فِي الْمعاصِي (وان الْفُجُور يهدي إِلَى النَّار) أَي يُؤَدِّي إِلَى دُخُول جَهَنَّم (وان الصدْق) أَي قَول الْحق (يهدي إِلَى الْبر) بِالْكَسْرِ (وان الْبر يهدي إِلَى الْجنَّة) يَعْنِي الصدْق يهدي إِلَى الْعَمَل الصَّالح الْخَالِص من كل مذمة وَذَلِكَ سَبَب لدُخُول الْجنَّة برحمة الله (وَأَنه يُقَال) أَي بَين الملا الاعلى أَو على أَلْسِنَة الْخلق بالهام من الله (للصادق صدق وبر وَيُقَال للكاذب كذب وفجر) فَيصير ذَلِك كَالْعلمِ عَلَيْهِ وَذَلِكَ يحمل من لَهُ أدنى مسكة على الرَّغْبَة فِي الأول وتجنب الثَّانِي (أَلا وَابْن العَبْد يكذب حَتَّى يكْتب) فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ والصحف (عِنْد الله كذابا) فَيحكم لَهُ بذلك الْوَصْف وَيسْتَحق الْعقَاب عَلَيْهِ وَكرر حرف التَّنْبِيه زِيَادَة فِي تقريع الْقُلُوب بِهَذِهِ المواعظ البليغة (هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (باسناد جيد) //
(انما يبْعَث النَّاس) من الْقُبُور (على نياتهم) فَمن مَاتَ على شَيْء بعث عَلَيْهِ ان خيرا فَخير وان شَرّ فشر وَفِيه أَن الامور بمقاصدها وَهِي قَاعِدَة عَظِيمَة يتَفَرَّع عَلَيْهَا من الاحكام مَا لَا يُحْصى (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد حسن) //
(انما يبْعَث المقتتلون على النيات) أَي انما يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة وهم على نياتهمم أَي قصودهم الَّتِي مَاتُوا عَلَيْهَا فيجازون على طبقها وتجري أَعْمَالهم على حكمهَا (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن عمر) بن الْخطاب // (باسناد ضَعِيف) //
انما يُسَلط الله تَعَالَى على ابْن آدم من يخافه بن آدم وَلَو أَن ابْن آدم لم يخف غير الله لم يُسَلط الله عَلَيْهِ أحدا) من خلقه بالاذى (وانما وكل) بِالْبِنَاءِ الْمَفْعُول وَالتَّخْفِيف (ابْن آدم) أَي أمره (لمن رجا ابْن آدم) أَي لمن أمل مِنْهُ حُصُول النَّفْع أَو دفع ضرّ (وَلَو أَن ابْن آدم لم يرج إِلَّا الله لم يكله الله إِلَى غَيره) لكنه تردد واضطرب فَوَقع فِيمَا يخَاف وَلَو أشرق على قلبه نور الْيَقِين مَا ازْدَادَ عِنْد الْمخوف الا ثباتا (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (باسناد ضَعِيف) //
(انما يدْخل الْجنَّة من يرجوها) لَان من لم يرجها قانط آيس من رَحْمَة الله والقنوط كفر (وانما يجنب النَّار من يخافها) أَي يخَاف أَن يعذبه ربه بهَا وَالله عِنْد ظن عَبده بِهِ (وانما يرحم الله من يرحم) أَي يرق قلبه على غَيره لَان الْجَزَاء من جنس الْعَمَل فَمن لَا يرحم لَا يرحم (فَائِدَة) قَالَ سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَقد وعظه واعظ حَتَّى أبكاه فاين رَحْمَة الله قَالَ قريب من الْمُحْسِنِينَ (هَب عَن ابْن عمر) // (باسناد حسن) //
(انما يخرج الدَّجَّال من غضبة) أَي لاجل غضبة تنْحَل بهَا سلاسله (يغضبها) وَالْقَصْد الاشعار بِشدَّة غَضَبه حَيْثُ أوقع خُرُوجه على الغضبة وَهِي الْمرة من الْغَضَب (حم م عَن حَفْصَة) أم الْمُؤمنِينَ
(انما يرحم الله من عباده الرُّحَمَاء) جمع رَحِيم وَهُوَ من صِيغ الْمُبَالغَة لَكِنَّهَا غير مُرَادة هُنَا فان رَحمته وسعت كل شَيْء (طب عَن جرير) بن عبد الله بل // (خرجه الشَّيْخَانِ) //
(انما يعرف الْفضل لاهل الْفضل أهل الْفضل) أَي الْعلم وَالْعَمَل ففضل الْعلم والشرف لَا يعلم الا بِهِ وَلَا يجهل فضلهما الا أهل الْجَهْل قَالَه لما أقبل عَليّ أَو الْعَبَّاس وَالنَّبِيّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] جَالس بِالْمَسْجِدِ فَسلم ووقف وَأَبُو بكر عَن يَمِينه فتزحزح عَن مَجْلِسه وَأَجْلسهُ فِيهِ فَعرف السرُور فِي وَجه الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكره (خطّ عَن أنس ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(انما يغسل من بَوْل الانثى وينضح) أَي يرش بِالْمَاءِ وَلنْ لم يسل (من بَوْل الذّكر) أَي الصَّبِي الَّذِي لم يطعم غير لبن للتغذي وَمن لم يُجَاوز حَوْلَيْنِ وَمثل الانثى الْخُنْثَى وفارقا بِالذكر بالابتلاء بِحمْلِهِ (حم د هـ ك عَن

الصفحة 365