كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

(أَبرَّ على الخصومِ فليس خَصْمٌ ... ولا خصمانِ يغلِبُه جدالا)
(ولَبَّسَ بينَ أقوامٍ فكلٌّ ... أَعَدَّ له الشغازِبَ والمِحالا)
قال أبو بكر: وسمعت أبا العباس يقول: المِحال مأخوذ من قول العرب: قد مَحَل فلان بفلان: إذا سعى به إلى السلطان، وعرَّضه لأمر يُوبِقُهُ ويُهلِكه فيه. ومن (71) ذلك قولهم في الدعاء: اللهم لا تجعل القرآن بنا ماحلا، أي: لا تجعله شاهداً بالتقصير والتضييع علينا. ومن ذلك قول النبي: (القرآنُ شافعٌ مُشَفَّعٌ، وماحلٌ مُصَدَّقٌ. فمَنْ شَفَعَ لَه القرآن يوم القيامة نجا، ومَنْ مَحَلَ به القرآن كبَّه الله على وجهه في النار (72) فمعناه: ومن شهد عليه القرآن بالتضييع والتقصير.
وإذا قالت العرب للرجل: ماله مَحالٌ، بفتح الميم (73) ، فمعناه: ما للرجل حَوْلٌ. \ 103 \
قال: ويُروى عن الأعرج (74) أنه قرأ: (وهو شديدُ المَحال) (75) بفتح الميم. وتفسير ابن عباس (76) يدل على الفتح، لأنه قال: المعنى: وهو شديد الحول (77) .
ويقال: حَوْلَقَ الرجلُ: إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وقال (78) أبو جعفر أحمد بن عبيد (79) : يقال حولق الرجل وحَوْقَلَ: إذا قال ذلك.
ويقال: بَسْمَلَ الرجل، إذا قال: بسم الله، وأنشد (80) أبو عبد الله بن الأعرابي
__________
(71) الواو من ك.
(72) النهاية 4 / 303.
(73) ك: الحاء.
(74) الشواذ 66، وينظر المحتسب 1 / 356 والأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز، توفي سنة 117 هـ. (المعارف 465، أخبار النحويين 16، طبقات القراء 1 / 381) .
(75) الرعد 13.
(76) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، توفي سنة 68 هـ. (طبقات ابن خياط 10، المعارف 123، نكت الهميان 180) .
(77) القرطبي 9 / 299.
(78) ك: قال: وقال أبو
(79) توفي سنة 273 هـ. (تاريخ بغداد 4 / 258، أنباه الرواة 1 / 84، الأنساب 90 ب) (80) ك: وأنشدني. و (أبو عبد الله) ساقط من سائر النسخ. وابن الأعرابي هو محمد بن زياد، توفي سنة 231 هـ. (طبقات النحويين واللغويين 195، نور القبس 302) .
(80) ينظر التهذيب: 5 / 96.

الصفحة 10