كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

الحنان: الرحمة؛ من قولك: فلان يتحنن على فلان، أي: يترحم (42 / أ) ويتعطف / عليه. واحتجوا بقول الشاعر (12) :
(فقالتْ: حنانٌ ما أتى بكَ هاهُنا ... أذو نسبٍ أَمْ أنتَ بالحيِّ عارِفُ)
أراد: فقالت لك رحمة. وقال الآخر (13) :
(تحنَّن عليَّ هداكَ المليكُ ... فإنَّ لكلِّ مقامٍ مقالا)
وقال أبو بكر: وفي: الأواه، سبعة أقوال (14) :
قال عبد الله بن مسعود: الأواه: الرحيم. وقال مجاهد: الأواه: الفقيه. وقال: سعيد بن جبير: الأواه: المُسَبِّح. ويُروى عن ابن مسعود أنه قال: الأواه: الدعاء. وقال قوم: الأواه: المؤمن. وقال آخرون: الأواه: الموقن. وقال أهل اللغة: الأواه: الذي يتأوّه من الذنوب؛ واحتجوا (15) بقول الشاعر (16) :
(إذا ما قمتُ أرحلُها بليلٍ ... تأوّه آهةَ الرجلِ الحزينِ)
ويقال: أوهِ من عذاب الله، وآه من عذاب الله، وآهٍ من عذاب الله. ويقال: أَهَّةً من عذاب الله، وأوَّه من عذاب الله، بالتشديد والقصر. قال الشاعر:
(فأَوْهِ من الذكرى إذا ما ذكرتُها ... ومن بُعْدِ أرضٍ بيننا وسماءِ) (17) (202) وفي الرقيم سبعة أقوال (18) : قال كعب (19) : الرقيم: القرية التي خرجوا
__________
(12) المنذر بن درهم الكلبي في فرحة الأديب ص 28 ومعجم البلدان 2 / 858. وهو من شواهد سيبويه 1 / 161، 175.
(13) الحطيئة، ديوانه 222.
(14) ذكر القرطبي 8 / 275 خمسة عشر قولا، وفي زاد المسير 3 / 509 ثمانية أقوال، وينظر اللسان (أوه) .
(15) ك: واحتج.
(16) المثقب العبدي، ديوانه 39 (بغداد) ، 194 (القاهرة) .
(17) معاني القرآن: 2 / 3، والخصائص: 3 / 38، والصحاح واللسان (أوه) بلا عزو. وصدره بلا عزو أيضاً في الخصائص: 2 / 89 والمحتسب: 1 / 39.
(18) زاد المسير 5 / 107 والقرطبي 10 / 356 وفيهما جميع الأقوال المذكورة.
(19) كعب الأحبار، تابعي، توفي 32 هـ. (حلية الأولياء 5 / 364، الإصابة 5 / 647) .

الصفحة 104