كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

(أَمِنْ ريحانةَ الداعي السَّميعُ ... يُؤَرِّقُني وأصحابي هجوعُ)
معناه: المُسمع (60) .
وقال آخرون: الحكيم معناه في كلام العرب: الذي يردُّ نفسه ويمنعها من هواها. أخذ من قولهم: قد أحكمت الرجل: إذا رددت عن رأيه. قال أبو بكر: حكاه لنا أبو العباس عن ابن الأعرابي. (44 / ب)
قال: ويقال (61) : يا فلان أحكم بعضهم عن بعض، / أي: ردَّ بعضهم عن بعض. وقال: إنما سُميت حَكَمَة الفرس حَكَمَة، لأنها ترد من (62) غَرْبِهِ (63) .
ويقال: حكم الرجل يحكم: إذا تناهى وعقل. وإنما قيل للقاضي: حاكم، وحكم، لعقله، وكمال أمره. أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي [للمرقش] (64) : (210)
(يأتي الشبابُ الأقْوَرِينَ ولا ... تغبِطْ أخاكَ أنْ (65) يُقالَ حَكَمْ)
معناه: لا تغبطه أن يطول عمره، فإنَّ الهرم كالموت. قال حميد بن ثور (66) :
(لا تَغْبطْ أخاك أن يقال له ... أمسى فلانٌ لعمره حَكَما)
(إنْ سرَّه طولُ عمرِهِ فلقد ... أضحى على الوجهِ طولُ ما سَلِما)
__________
(60) (معناه المسمع) من ك.
(61) ك: وقال: يقال.
(62) ك: عن.
(63) من سائر النسخ وفي الأصل: حدته.
(64) البيت في شعره: 887. والأقورين: الدواهي. والمرقش الأكبر ربيعة بن سعد، شاعر جاهلي (الشعر والشعراء 210، الأغاني 6 / 127، معجم الشعراء 4) .
(65) من سائر النسخ وفي الأصل: بأن.
(66) أنشدهما المؤلف لحميد أيضاً في شرح القصائد السبع: 410. وهما في شرح المفضليات: 493، بلا عزو. ونسبهما ابن قتيبة في عيون الأحبار: 2 / 321 والمعاني الكبير: 1217، إلى الكميت، وأنشد له الأول في المعاني أيضاً: 1222، على حين أنشد البيتين في الشعر والشعراء: 212، لعمرو بن قميئة، وهو الصحيح وهما في ديوانه: 51 - 52. ولعمرو أيضاً أنشدهما الحاتمي في حلية المحاضرة: 1 / 299، ثم أنشدهما له مع آخر: 1 / 413، وأغرب فنسبهما فيه: 1 / 370 إلى النمر بن تولب. والبيتان من المنسرح. وأولهما كما أنشده أبو بكر هنا وفي شرح السبع مختل الوزن والصواب كما في سائر المصادر: " لا تغبط المرء "..

الصفحة 110