كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

قال أبو بكر: في قولهم: لا حول ولا قوة إلا بالله خمسة أوجه من الإعراب: أحدهن (91) لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، على أن تنصب الحول بلا، على (105) التبرئة، وتجعل القوة نسقاً على الحول، والباء خبر التبرئة. والخليل وسيبويه (92) يسميان التبرئة: النفي.
والوجه الثاني: لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله. فترفع الحول بلا، وتجعل القوة نسقاً على الحول. وقد قُريء بالوجهين (93) جميعاً في كتاب الله عز وجل: {فلا رَفَثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ في الحج} (94) ، وقرأوا (95) : {فلا رفثٌ ولا فسوقٌ ولا جدالٌ في (6 / ب} الحج) . / وقرأوا: {لا بيعَ فيه ولا خُلَّةَ ولا شفاعةَ} (97) و {لا بيعٌ فيه ولا خُلَّةَ ولا شفاعةٌ} .
قال الفراء (98) : إنما يحسن فيه الرفع إذا نُسِقَ عليه بولا، فإذا لم ينسق عليه بولا فاختياره النصب كقوله جل وعز: {ألم ذلكَ الكتابُ لا ريبَ فيه} (99) ، الريب منصوب بلا على التبرئة و (فيه) خبر التبرئة، قال: ولم يقرأ أحد من القراء: لا ريب فيه، بالرفع. قال أبو بكر: وزعم الفراء أنها لغة للعرب، وحكى عن بعضهم: " لا إلهٌ إلّا الله ". ومن ذلك قول جرير (100) :
(نُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يسبني ... وعَمرو بن عِفْرَى لا سلامٌ على عَمرِو)
وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:
__________
(91) ق: أحدها.
(92) ينظر الكتاب 1 / 351. وسيبويه هو عمرو بن عثمان، لزم الخليل ونقل آراءه في (الكتاب) ، توفي 180 هـ. (المراتب 65، طبقات النحويين واللغويين 66، الأنباه 2 / 346) .
(93) ك: في الوجهين.
(94) البقرة 197.
(95) ساقطة من ك. وهي قراءة أبي جعفر كما في المحرر الوجيز 1 / 554.
(96) ل: وكذلك قرأوا.
(97) البقرة 254. وينظر السبعة 187.
(98) معاني القرآن 1 / 120.
(99) البقرة 271. البقرة: 1، 2. وقد نسب ابن خالويه في الشواذ: 2، القراءة بالرفع فيها إلى زهير الفرقبي. ونسب أبو حيان ذلك في البحر المحيط: 1 / 36، إلى أبي الشعثاء. ثم قال: " وكذا قراءة زيد بن علي حيث وقع ".
(100) ديوانه 425. وجرير بن عطية بن الخطفي شاعر أموي مشهور. (طبقات ابن سلام 75، الشعر والشعراء 464، الأغاني 8 / 3) .

الصفحة 12