كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

وقال قوم: المبتهل: الداعي، والابتهال: الدعاء. واحتجوا بقول الله عز وجل: {ثُمَّ نبتهلْ فنجعلْ لعنةَ اللهِ على الكاذبينَ} (157) ، معناه: ثم نلتَعِن، ويدعو بعضنا على بعض. قال لبيد (158) :
(في قُرومٍ سادةٍ من قومِهِ ... نَظَرَ الدهرُ إليهم فابتَهَلْ)
أراد: فدعا عليهم. وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:
(لا يتأرَّوْنَ في المضيقِ وإنْ ... نادى مُنادٍ كي ينزلوا (159) نزلوا)
(لا بُدَّ في كَرَّةِ الفوارسِ أنْ ... يُتْرَكَ في مَعْرَكٍ (160) لهم بطلُ) (48 / ب)
(مُنْعَفِرَ الوجهِ فيه جائفةٌ ... كما أكبَّ الصلاةَ مُبْتَهِلُ) (161)
أراد: كما أكب في الصلاة مسبح. (220)
84 - وقولهم: رجلٌ تَقِيٌّ
(162)
قال أبو بكر: معناه في كلامهم: مُوَقّ نفسه من العذاب بالعمل الصالح. وأصله من: وقيت نفسي أقيها. قال النحويون: الأصل فيه: وقُويٌ، فأبدلوا من الواو الأولى تاء، لقرب مخرجها منها؛ [كما قالوا: مُتَّزر، وأصله: مُوْتَزِر (163) ، فأبدلوا من الواو تاء، لقر مخرجها منها] . قال جرير (164) :
__________
(157) آل عمران 61.
(158) ديوانه 197. وفي ك: من قومهم.
(159) ك: ينزلون. وتأرى في المكان: أقام فيه.
(160) من سائر النسخ وفي الأصل: معزل.
(161) الأبيات لعدي بن زيد في ديوانه 98. ونسب الأول إلى الأسود بن يعفر وإلى النمر بن تولب. (ينظر ديوان الأسود 68 وشعر النمر 127) .
(162) اللسان والتاج (وقي) .
(163) ك: متزن ... موتزن.
(164) ديوانه 187. وقد سلف الأول منهما ص: 168.

الصفحة 122