قال: فقلنا له زدنا، فقال: البيت يتيم، أي: منفرد ليس قبله ولا بعده شيء.
قال: واليتيم في الناس من قبل الآباء، وفي البهائم من قبل الأمهات.
قال الفراء: يقال: قد يَتِم الصبي ييتم يَتْماً، ويَتُمَ يُتْماً. قال أبو بكر: أخبرنا بهذا العباس. (228)
91 - وقولهم: فلانٌ نادِمٌ سادِمٌ
(220)
قال أبو بكر: في السادم قولان: قال قوم: السادم معناه (221) في كلام العرب: المتغيِّر العقل من الغم (51 / ب) . وأصله من قولهم (222) ماء سُدُم، ومياه سُدْم، (51 / ب) وأَسْدام: / إذا كانت متغيرة، قال ذو الرمة (223) :
(وماءٍ كلونِ الغِسْلِ أقوى فبعضُهُ ... أواجِنُ أسدامٌ وبعضٌ مُعوَّرُ)
وقال قوم: السادِم: الحزين الذي لا يطيق ذهاباً ولا مجيئاً، كأنه ممنوع من ذلك. أخذ من قولهم: بعير مُسَدِّم إذا كان ممنوعاً من الضِّراب. قال الوليد بن عقبة لمعاوية بن أبي سفيان، حين (224) قُتل عثمان - رحمه الله -:
(قطعتَ الدهرَ كالسَّدم المُعَنّى ... تُهَدِّرُ في دمشقَ وما تريمُ)
(فلو كنتَ المصابَ وكانَ (225) حيّاً ... لشمَّر لا أَلَفُّ ولا سؤومُ)
(فإنّكَ والكتابَ إلى عليٍّ ... كدابغةٍ وقد حَلِمَ الأديمُ) (226)
__________
(220) ينظر: أمثال أبي عكرمة 59، الفاخر 37، الأتباع 54 والمزاوجة 65.
(221) ساقطة من ك.
(222) ك: قوله.
(223) ديوانه 624.
(224) ك: لما.
(225) من سائر النسخ. وفي الأصل: كان ... وكنت.
(226) حماسة البحتري: 30، وتاريخ الطبري: 4 / 64، وشرح نهج البلاغة: 14 / 39 و: 16 / 17 والأول والثالث في اللآليء: 434. والأول وحده في الأضداد: 179. وقد سلف الثالث: 188، وجاء ثم أنه يروي المروان ابن الحكم. ونسب الأولان إلى مروان في الفاخر: 37. ونسب الثاني إلى نصر بن سيار (ينظر ديوانه: 44) .