كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

(فلا أبَ وابناً مثلُ مروانَ وابنِهِ ... إذا ما ارتدى بالمجد ثم تأزَّرا (105)
قال أبو بكر: وإنما لم ينون الحول، ونونت القوة، لأن الحول قرب من لا، والقوة بعدت من لا.
5 - وقولهم: اللهمَّ مَحِّصْ عنا ذنوبَنَا
(106)
قال أبو بكر: فيه (107) أقوال:
قال قوم من أهل اللغة: المعنى اللهم طهرنا من ذنوبنا، وأسقطها عنا. واحتجوا بقول أبي داود الإيادي (108) يصف قوائم الفرس:
(صُمِّ النسورِ صحاحٍ غيرِ عاثرةٍ ... رُكِّبْنَ في مَحِصاتٍ ملتقى العَصَبِ)
النسور: اللحم الذي في باطن الحافر يشبه النوى، واحدها: نَسْر.
وقوله: في محِصات: معناه في قوائم منجردات، ليس فيها إلا العظم والجلد والعصب.
قالوا: فكذلك إذا قال الرجل: اللهم محص عنا ذنوبنا، فمعناه: جردنا من ذنوبنا.
__________
(105) كتاب سيبويه: 1 / 349، ومعاني القرآن: 1 / 120، وشرح القصائد السبع: 288، بلا عزو. ونسب إلى الفرزدق في شرح شواهد الكشاف: 4 / 398 وليس في ديوانه. وقال البغدادي في الخزانة: 2 / 103: وقال ابن هشام في شواهده: إنه لرجل من عبد مناة بن كنانة، والله أعلم ". ونسب العيني في المقاصد: 2 / 355 (بهامش الخزانة) هذا القول إلى أبي عبيد البكري. وينظر: أسطورة الأبيات الخمسين: 15.
(106) ينظر: الفاخر 135، اللسان والتاج (محص) .
(107) ك: يقال فيه.
(108) شعره: 285. وأبو داود اسمه جارية بن الحجاج، جاهلي. (الشعر والشعراء 237. الأغاني 16 / 373، الخزانة 4 / 190) .

الصفحة 14