كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

إعراب فيه، كقولهم: حيّ على الصلاه، حي على الفلاحْ، ولم يُسمع: حي على الصلاةِ، حي على الفلاحِ، فكان الأصل فيه: الله أكبرْ الله أكبرْ، بتسكين الراء، فألقوا على الراء فتحة الألف، من اسم الله عز وجل، وانفتحت الراء وسقطت الألف، كما قال - عز وجل -: {أَلَمَ. الله لا إلهَ إلا هو} (125) ، كان الأصل فيه والله أعلم: ألمْ الله لا إله إلا هو، بتسكين الميم، فأُلقِيت فتحة الألف على الميم، وسقطت الألف (126) . قال أبو النجم (127) :
(أقبلتُ من عند زياد كالخَرفْ ... )
(تَخطُّ رجلاي بخطٍّ مختلفْ ... )
(كأنما تُكَتِّبانِ لامَ الفْ ... )
أراد: لام ألف، فألقى فتحة الألف على الميم، وأسقطت الألف.
وقال الكسائي: قرأ علي رجل من العرب: {بسم الله الرحمنِ الرحيمَ الحمدُ (127} لله) (128) ففتح الميم، لأنه أراد أن يسكنها لأنها (129) رأس آية، ثم ألقى حركة ألف الحمد على الميم من الرحيم، وأسقط الألف.
وقال الكسائي (130) : قرأ علي رجل من العرب سورة ق (131) ، فلما انتهى إلى قوله: {منّاع للخيرِ معتدٍ مُريبٍ} (132) ، قرأ " مريبٍ الذي "، بكسر الباء وفتح النون على معنى: مريبنَ الذين، فألقى فتحة الألف على النون، وأسقط الألف.
__________
(125) آل عمران 2.
(126) ينظر: معاني القرآن 1 / 9، تأويل مشكل القرآن 230، إيضاح الوقف 479، الكشف 1 / 64.
(127) مجاز القرآن 1 / 28، تحصيل عين الذهب 2 / 35. وأبو النجم هو الفضل بن قدامة العجلي، راجز أموي، ت 130 هـ. (طبقات ابن سلام 745، الشعر والشعراء 603، الأغاني 10 / 150) (128) الفاتحة 1، 2.
(129) ك: لأنه.
(130) ساقطة من ك، ر.
(131) ك: قاف.
(132) آية 25.

الصفحة 33