كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

فهذا من الفوز. قال أصحاب البقاء (10) : معنى قوله: {أولئك هم المفلحون} هم الباقون في الجنة. والفَلَح والفلاح عند العرب: السحور. والفلاّح الأَكّار، سُمي بذلك، لأنه يفلح الأرض. أي: يشقها. قال الشاعر:
(قد عَلِمَتْ خيلُك أينَ الصحصح ... )
(إنَّ الحديدَ بالحديدِ يُفْلَحُ ... ) (11)
أي: يشق. والفلاح أيضاً: المُكاري؛ وقال ابن أحمر (12) :
(لها رِطْلٌ تكيلُ الزيتَ فيه ... وفلاّحٌ يسوقُ بها حِمارا)
15 - / وقولهم: قد توضّأ الرجلُ للصلاةِ (17 / أ) وقد أَخَذَ في الوضوء للصلاة
(13)
قال أبو بكر: معنى توضأ في كلام العرب تنظّف وتحسن. أُخِذ من الوضاءة، وهي (14) النظافة والحُسن. يقال: وجهٌ وضيءٌ، أي: حَسَن، من أوجه وِضاءٍ. قال الشاعر:
(مساميحُ الفعالِ ذوو أناةٍ ... مراجيحٌ وأوجُهُهُمْ وِضاءُ) (15) (133)
يقال: قد وضُؤَ وضاءَةً. وكل من غسل عضواً من أعضائه فقد توضأ. الدليل على هذا قول النبي (توضَّأوا مما غَيَّرَتِ النارُ) (17) . معناه: اغسلوا أيديكم، ونظفوها من الزُّهُومة (18) . وذلك أنّ جماعة من الأعراب كانوا لا يغسلون
__________
(10) ك: وقال قوم هو البقاء، ومعنى.
(11) شرح القصائد السبع 181، اللسان (فلح) بلا عزو. والصحصح: الأرض الجرداء المستوية.
(12) شعره: 75. وابن أحمر هو عمرو بن أحمر الباهلي، شاعر مخضرم. (طبقات ابن سلام 580، الشعر والشعراء 356، الخزانة 3 / 38) .
(13) غريب الحديث لابن قتيبة 1 / 8.
(14) ك: وهو.
(15) أمالي المرتضى 1 / 397 بلا عزو.
(16) ك: وجهه.
(17) النهاية 5 / 195.
(18) الزهومة: ريح لحم سمين منتن.

الصفحة 39