كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

أعفوه عفواً، وأَعفيته أُعفيه إعفاء: إذا كثَّرته.
جاء في الحديث: (أمر النبي أنْ تُحفى الشوارب، وأنْ تُعفى اللِّحى) (147) . معناه: وأن تُكَثَّر وتُوفَّر.
ويقال: قد عفا القوم يعفون عفواً: إذا كثروا. قال الله عز وجل: {حتى عَفَوا} (148) ، قالوا: معناه: حتى كثروا. وقال الشاعر (149) :
(ولكِنَّا نُعِضُّ السيفَ منها ... بأَسْوُقِ عافياتِ اللحمِ كُومِ)
ويقال: قد عفا الرجلُ الرجلَ (150) [فهو عاف] : إذا طلب منه حاجة.
من ذلك الحديث الذي يُروى: (مَنْ أحيا أرضا مَيْتَةً فهي له، وما أكلت العافية منها فهو له صدقةٌ) (151) .
فالعافية: كل طالب رزقاً، من إنسان أو طائر أو دابة. ويقال / في جمع العافية: العُفاة. قال الأعشى (152) :
(يطوفُ العُفاةُ بأبوابِهِ ... كطَوْفِ النصارى ببَيْتِ الوَثَن)
ويروى: يطيف.
373 - وقولهم: قد تجانَب الرجلانِ، وبينهما جِنابٌ
(153) (537)
قال أبو بكر: الأصل في تجانب: تباعد. من ذلك قولهم: قد تجنبتُ فلاناً: إذا تباعدت منه. ومن ذلك قولهم: جارٌ جُنُبٌ: للبعيد. قال الله عز وجل: {والجارِ الجُنُبِ} (154) فمعناه: والجار البعيد. وقال الشاعر (155) :
__________
(147) صحيح مسلم 222.
(148) الأعراف 94.
(149) لبيد، ديوانه 104. ونعض: نضرب. كوم: عظام الأسنمة.
(150) ساقطة من ك.
(151) غريب الحديث 1 / 148.
(152) ديوانه 19.
(153) الفاخر 131.
(154) النساء 36.
(155) شرح القصائد السبع: 589، بلا عزو. وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات، ديوانه 3.

الصفحة 429