كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

(فإني بحمدِ اللهِ لا ثوبَ غادِرٍ ... لبستُ ولا من سَوأَةٍ أَتَقَنَّعُ)
ويقال: معنى قوله: وثيابك فطهر: وقلبك فطهر.
وحكى الفراء (176) أن معنى / قوله: وثيابك فطهر: فقصِّرْ، فإن تقصير (168 / أ) الثياب طُهْرٌ. وقال ابن سيرين (177) : وثيابك فطهر، معناه: اغسلها بالماء.
375 - وقولهم: فلانٌ قائمٌ في المحراب
(178)
قال أبو بكر: قال أبو عبيدة (179) : المحراب عند العرب: سيِّد المجالس، ومُقَدُّمها، وأشرفها. وإنما قيل للقبلة محراب، لأنها أشرف موضع في المسجد. ويقال للقصر: محراب، لأنه أشرف المنازل. قال امرؤ القيس (180) :
(وماذا عليه أنْ يروضَ نجائِباً ... كغِزلانِ وَحْشٍ في محاريبِ أقوالِ)
أراد بالمحاريب: القصور. وقال الآخر (181) : (541)
(أو دُميةٍ صُوِّرَ محرابُها ... أو دُرَّةٍ سِيقَتْ إلى تاجرِ)
أراد بالمحراب: القصر. والدمية: الصورة.
__________
(176) معاني القرآن 3 / 200.
(177) تفسير الطبري 29 / 146.
(178) اللسان (حرب) .
(179) مجاز القرآن 3 / 200.
(180) ديوانه 34. وفيه:
( [وماذا عليه أن ذكرت أوانساً ... كغزلان رمل في محاريب] أقيال) . والأقوال: الملوك، وكذا الأقيال.
(181) الأعشى، ديوانه 104 والبيت ملفق من بيتين هما:
(كدُميةٍ صُوِّرَ محرابُها ... بمُذْهَبٍ في مرمرٍ مائر)
(أو بيضةٍ في الدعص مكنونةٍ ... أو دُرةِ شِيفَتْ لدى تاجر)
وشيفت: رفعت. [وفي: ف: شيفت إلى تاجر] .

الصفحة 433