كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

وقال الأصمعي: المحراب عند العرب: الغرفة. واحتج بقول الشاعر (182) :
(رَبَّةُ محرابٍ إذا جئتها ... لم أَدْنُ حتى أرتقي سُلَّما)
أراد الغرفة. واحتج بقول الله عز وجل: {وهل أتاكَ نبأُ الخَصمِ إذ تسوَّروا المحرابَ} (183) ، قال: فالتسور يدل على ما ذكرنا.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر بن علي قال: خبّرنا (184) الأصمعي قال: حدثنا أبو عمرو (185) قال: دخلت محراباً من محاريب حمير فنفح في وجهي ريح المِسكِ. (168 / ب) وقال أحمد بن عبيد: / المحراب: مجلس الملك. وإنما سمي محراباً، لانفراد الملك فيه، لا يقربه فيه أحد، ولتباعُدِ الناس منه. وكذلك محراب المسجد، لانفراد الإمام فيه. ويقال: فلان حرب لفلان: إذا كانت بينهما مُباعدةٌ. قال الراعي (186) :
(وحارَبَ مِرْفَقُها دفَّها ... وسامى به عُنُقٌ مِسْعَرُ)
أي: بَعُدَ مِرفقُها من دفِّها. والدفّ: الجَنْبُ. (542)
376 - وقولهم: بَرِحَ الخَفَاءُ
(187)
قال أبو بكر: قال أبو العباس: معناه: صار المكتوم في بَراحٍ من الأرض، والبراح: ما ظهر.
ومن ذلك قالوا: قد أجهد: إذا صار في جهاد من الأرض. والجهاد: ما غلظ وارتفع. قال الشاعر (188) :
__________
(182) وضاح اليمن كما في مجاز القرآن 2 / 144 و 180، وجمهرة اللغة 1 / 219.
(183) ص 21.
(184) سائر النسخ: أخبرنا.
(185) اللسان (حرب) .
(186) أخل به شعره، وهو بلا عزو في اللسان.
(187) الفاخر 35، جمهرة الأمثال 1 / 205، شرح أدب الكاتب: 160.
(188) زهير، ديوانه 81.

الصفحة 434