كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

ويُروى: أَفتن ذا هوى، وقال المؤمَّل (50) :
(هي الشمسُ إلا أنها تسحر الفتى ... ولم أرَ شمساً قبلَها تُحسِنُ السحرا)
(رَمَتْ بالحصى يومَ الجِمار فليتَهُ ... بعيني وأَنَّ الله حوَّلَهُ جَمْرا) (138)
19 - وقولهم: قد صلَّى الرجل
(51)
قال أبو بكر: معناه قد دعا وسأل ربه. والصلاة تنقسم في كلام العرب على ثلاثة أقسام:
تكون الصلاة المعروفة التي فيها الركوع والسجود؛ كما قال عز وجل: {فصلِّ لربِكَ وَانْحَرْ} .
وتكون الصلاة: الترحم. من ذلك قوله عز وجل: {أولئك عليهم صلواتٌ من ربِّهم ورحمةٌ} (52) . من ذلك قول كعب بن مالك (53) :
(صلّى الإِلهُ عليهم من فتية ... وسقى عظامَهُمُ الغَمامُ المُسْبِلُ)
وقال الآخر:
(صلى على يحيى وأشياعِهِ ... ربٌّ كريمٌ وشفيعٌ مطاعْ) (54)
ومنه الحديث الذي رُوي عن ابن أبي أوفى (55) قال: (أتيت النبي صلى الله (19 / أ) عليه وآله وسلم / لصدقة عامنا فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى) (56) . فمعناه: ترحم عليهم
__________
(50) الثاني له في الأضداد 373. والمؤمل بن أميل المحاربي، شاعر كوفي، من مخضرمي الدولتين، توفي نحو 190 هـ (الأغاني 22 / 245، اللآلى 524، نكت الهميان 299) .
(51) الوجوه والنظائر ق: 56، اللسان (صلا) .
(52) البقرة 157.
(53) ديوانه 261. وكعب بن مالك الأنصاري، صحابي، ت 50 هـ (طبقات ابن سلام 220) ، الأغاني 16 / 226، نكت الهيمان 231) .
(54) لبكير بن معدان في التعازي والمراثي 84 وهو للسفاح بن بكير في المفضليات: 322.
(55) عبد الله بن أبي أوفى، روى عن النبي، توفي سنة 87 هـ. (تهذيب 5 / 151، الإصابة 5 / 8) . (56، 57، 58) النهاية 3 / 50.

الصفحة 44