كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 1)

(كلُّ المصيباتِ إنْ جَلَّتْ وإنْ عظُمَت ... إلا المصيبةَ في دينِ الفتى جَلَلُ)
أراد: كل المصيبات سهلة. وقال عمران بن حطان (26) :
(يا خَوْلَ يا خَوْلَ لا يطمحْ بكِ الأملُ ... فقد يُكَذِّبُ ظَنَّ الآمل الأَجَلُ)
(يا خولَ كيفَ يذوقُ الخَفْضَ مُعْترِفٌ ... بالموت والموتُ فيما بَعْدَهُ جَلَلُ)
فمعناه: الموت سهل فيما بعده. وقال الآخر:
(كلُّ رزءٍ كانَ عندي جَلَلاً ... غيرَ ما جاءَ به الرَّكْبُ ثِنَى) (27)
وقال الآخر (28) :
(كلُّ شيءٍ ما خلا الموتَ جَلَلْ ... والفتى يسعى ويُلهيه الأَمَلْ)
فمعناه: كل شيء سهل.
381 - وقولهم: هو مقيمٌ بالثَّغْر والثغورِ
(29)
قال أبو بكر: الثغر عند العرب: موضع المخافة، وكذلك الثغور: المواضع التي تقرب من الأعداء، فيخاف أهلها منهم. قال الشاعر:
( [يا حجرُ يا ذا الباعِ والحجرِ ... يا ذا الفعال ونابهَ الذِّكْر] ) (548)
(كنتَ المدافعَ عن أرومتِنا ... والمستماحَ ومانعَ الثَغْرِ) (30)
فمعناه (31) : ومانع الموضع المخوف. وقال الآخر:
( [مَسَحَ القوابلُ وجهَه فبدا ... كالبَدْرِ أو أَبهى من البَدْرِ] )
(وإذا وهى ثَغْرٌ يقالُ له ... يا معنُ أنتَ سدادُ ذا الثَغْرِ) (32)
__________
(26) شعر الخوارج 150. وفيه: يا جمر.
(27) الأضداد 90 بلا عزو. وثنى مرة بعد مرة.
(28) لبيد، ديوانه 199.
(29) اللسان (ثغر) .
(30) الثاني بلا عزو في شرح القصائد السبع 582.
(31) ك: معناه.
(32) لم أقف عليهما. وفي سائر النسخ: فإذا وهى ...

الصفحة 440